بقلم : علاء السمان
في الوقت الذي تسابِق فيه مصر الزمن للحد من انتشار فيروس كورونا نجد مطار القاهرة، وهو المنفذ الجوي الأهم في الدولة، يشهد تسيباً صحياً غير مسبوق!
عندنا يستقبل المطار طائرة إجلاء محملة بالمواطنين قادمة من بؤرة موبوءة بفيروس كورونا مثل إيطاليا حسب “الصحة العالمية” دون اتخاذ الإجراءات الصحية والاحترازية اللازمة، خاصة بعد أن ثبت اشتباه إصابتهم بالمرض فهذا دليل قاطع على التسيب.
الحكاية بدأت عندما فتحت الحكومة ومؤسسات الدولة باب الإجلاء للعالقين في بعض الدول وفقاً لمعايير محددة، فكانت السلطات الصحية تُجري الفحوصات اللازمة ثم تنقل حالات الاشتباه إلى الحجر الصحي.
وفي سقطة لا تُغتفر استُقبل بعض العائدين من إيطاليا أمس الأول، فخرج نحو 30 مواطناً من المطار مشتبه في إصابته بكورونا، متجهين إلى منازلهم دون أن يعترضهم أحد!
خرج هؤلاء بعد أن سجلوا بياناتهم التي تدل على أن أغلبهم من محافظة أسيوط، استقلوا سيارات، احتكوا وخالطوا ذويهم، ذهبوا إلى بيوتهم، سلموا وتبادلوا الأحضان والقبلات البريئة مع أفراد العائلة، تناولوا الأكلات الجماعية الأسرية المتعارف عليها، بمناسبة عودتهم سالمين من إيطاليا الموبوءة … ثم!
ثم يكتشف المسؤولون فجأة ، بداية من مسؤولي الصحة وسلطات المطار ، ثم القيادات الحكومية أن خروج هؤلاء المواطنين الذين قضوا ليلتهم وسط عائلاتهم من المطار إجراء خاطىء!
كيف حدث هذا؟ ومن سمح لهم بالخروج، وهل الإجراءات الاحترازية المتبعة هشة إلى هذا الحد؟ من سيتحمل مسؤولية انتقال العدوى حال ثبت حمل بعض أو كل القادمين لفيروس كورونا؟
من أخطأ يجب أن يخضع لمحاكمة عاجلة بعد أن عرّض الوطن لخطر جسيم كهذا، لاسيما وأن الفيروس ينتقل بكل سهولة.. فما بالنا إذا كان القادمون آتون من إيطاليا التي باتت تحتل قمة الدول التي تفشت فيها العدوى بعدد إصابات يبلغ حتى كتابة هذا المقال 74500 حالة!
لن اتناول نموذجاً غربياً في التعامل مع الفيروس وتداعياته لدى وصول القادمين من الخارج، بل ساتحدث عن إجراءات دولة عربية مثل الكويت، حيث نجد السلطات هناك تتعامل بحرص وصرامة غير مسبوقة حفاظاً على مواطنيها والمقيمين فيها.
ضمن تلك الإجراءات نقل الكويتيين أو غيرهم عند وصولهم أرض المطار قادمين من الخارج إلى الحجر الصحي الإلزامي، وذلك بعد الفحص الأولي.
لم تنته الإجراءات عند هذا الحد، فإذا كانت نتيجة الفحص إيجابية يُنقل المواطن المريض على الفور إلى المستشفى المتخصص، فيما يتحول الباقون وإن كانت نتائج فحصهم سلبية إلى الحجر الإلزامي أيضاً لمدة 14 يوما، وفقاً لقرارات لا تقبل الليونة.
لكن ما حدث في مطار القاهرة خطأ فادح، يتطلب وقفة جادة من قبل رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي وفريقه حتى لا يتكرر الأمر ، نحن نعيش محنة تحتاج منا تظافر الجهود وليس استهتاراً أو تساهلاً بهذا الشكل.
كشف محافظ أسيوط لإحدى الفضائيات قائلاً إن العدد الذي وصل محافظته من القادمين من إيطاليا يفوق 200 مواطن، توصلوا فقط إلى 80 ٪ منهم وباق 20٪ ما يعني أن العدد قد يتجاوز 30 مواطناً!
نسأل مجدداً … كيف للسلطات المعنية أن تخطىء خطأً كهذا؟
نتمنى احتواء الموقف سريعاً وأن يتعاون هؤلاء الأشخاص مع جهات الاختصاص ثم تحويلهم فوراً إلى الحجر الإلزامي، حتى لا يحدث ما لا يُحمد عقباه .. اللهم بلغت.