كتبت- ياسمين أحمد
اعتقد المصريين القدماء بوجود قوى خفية تسبب لهم الضرر والأذى، وما كان منهم سوى اللجوء للتمائم والطلاسم وبعض التعاويذ للحماية من تلك القوى الخفية، ومن أشهر تلك المعتقدات انتشار العين والحسد فاستخدموا الخرزة الزرقاء لإبطال سحر القوى الشريرة، وخلال التقرير التالي يوضح موقع “أوان مصر” الإخباري أبرز الرموز والتمائم وعلاقتها بعين حورس ولم تحديدا استخدم اللون الأزرق لمكافحة الحسد.
رموز ودلالات التمائم المصرية
عين حورس
عين حورس هي عبارة عن شعار مصري قديم، يسٌتخدم للحماية من الحسٌد ومن الحيوانات الضارة ومن المرض ، وترمز الى القوة الملكية المستمدة من الآلهة “حورس” أو “رع”، وكانت تلك القلادة توضع أيضا على صدر مومياء فرعون لتحميه في القبر، وكانت تلك العين أيضا على منقوشاتهم وتوابيتهم الفرعونية، لتتوارث بعد ذلك داخل المجتمع المصري، فأصبح يرتديها الناس في شكل قلائد للزينة .
أسطورة الخرزة الزرقاء وعلاقتها بعين حورس
بدأت الأسطورة قبل سبعة آلاف سنة، عندما عبد المصريون الإله حورس، إله السماء ورمز الخير والعدل، بعد أن انتصر على إله الشر «سِت» الذي قتل والده أوزوريس، لكن ما علاقة هذه القصة بالخرزة الزرقاء التي تحمي من الحسد؟
تعتبر أسطورة إيزيس وأوزوريس وحورس من أهم الأساطير التي أسست للديانة المصرية القديمة، في هذه الأسطورة «سِت» هو إله الشر، الذي غرر بأخيه أوزوريس، وقتله في حفل تتويجه على عرش مصر، ثم مزق جسده ووضع كل قطعة منه في مكان بوادي النيل، لتبدأ زوجته إيزيس في البحث عنه وجمع أشلاءه لتُعيده للحياة مرة أخرى، وبعد رحلة طويلة يُبعث أوزوريس مرة أخرى ويصبح إلهًا للبعث والحساب بعد الموت.
تُنجب إيزيس من أوزوريس ابنهما حورس، الذي يستكمل انتقامه من «ست»، وفي حرب شرسة بين الخير والشر، يفقد حورس إحدى عينيه، لكنها تُستبدل بعين لها قوة خارقة، يستطيع بها هزيمة خصمه «سِت» واستخدامها كتعويذة سحرية لإعادة أوزوريس للحياة.
ومن هنا أصبح حورس إله السماء والعدل والخير، وأصبحت عينه هي العين الحارسة التي تحمي الإنسان من الشرور والأمراض، واتخذها الفراعنة كتميمة تحمي عروشهم، وكرمز لاستقرار نظام الدولة.
سبب اختيار اللون الأزرق
اللون الأزرق من الألوان المحيرة للمصري القديم، فكان المصدر الأساسي للون الأزرق بالنسبة له هو حجر الأزورَيت لكن المصري القديم وجد أن اللون الأزرق متغير ولا يبقى بنفس نقاءه، فاخترع لونًا أزرق خاصًا به، وبدأ يصدره لجميع أنحاء العالم
اللون الأزرق بدأ تصنيعه منذ الأسرة الفرعونية الثالثة وبالأخص في عهد الملك زوسر، صاحب هرم زوسر؛ بعكس المعلومات المغلوطة والمنتشرة في جميع الأبحاث، والتي تقول إن صناعة اللون الأزرق بدأت في الأسرة الخامسة.
صناعة اللون الأزرق في مصر بصناعة الحرير في الصين، فكما أن الصين هي التي ابتكرت الحرير وصدرته للعالم، كذلك فالمصري القديم ابتكر اللون الأزرق، وأنشأ له طرقًا خاصة بالتجارة، لتصديره لبلاد العالم القديم.
سبب تقديس المصريين للون الأزرق
قدس المصريون اللون الأزرق، واعتبر رمزا للملوك وللوقاية من الحسد والأرواح الشريرة، وكان اللون الأزرق الخام يوضع في المقابر ويلون سقف المقبرة باللون الأزرق، وتم ربط هذا اللون بكثير من الدلالات الدينية، فهو لون السماء، وكان حورس هو إله السماء، والمتوفي بعد الموت يصعد للسماء، ليلتقي بإله الموت أوزوريس الذي هو والد الإله حورس.
رموز الحيوانات في الحضارة المصرية القديمة
المصري القديم اعتاد تقديس الحيوانات والطيور إما اتقاء لشرها أو لاعتبارها رمزا للقوة، وقدّس المصري القديم حيوان ابن آوى، الذي ينبش قبور الموتى، ورمز له بأنوبيس إله الموتى.
سبب اختيار الإله حورس رمز الصقر
الإله حورس اتخذ رمز الصقر الذي يوحي بالسيطرة والقوة، والصقر أيضا عُرف بحدة النظر التي تفوق الإنسان ثلاث مرات، وهنا يعود مرة أخرى رمز العين الحارسة التي ترى كل شيء وتحمي الإنسان من الشرور.
الديانة المصرية القديمة اعتمدت بشكل كبير على الظواهر الكونية، ولأن المصري القديم آمن بفكرة انتصار الخير على الشر، فرمز لهذه القوة بالإله حورس الذي انتصر على إله الشر سِت.
ومن هنا ارتبطت بحورس كل الرموز التي تدل على السيطرة والقوة وحماية البشر، مثل عين الصقر، واللون الأزرق لون السماء رمز الحياة بعد الموت.