يهل علينا شهر رمضان الكريم خلال أيام، ولا تزال العادات الرمضانية القديمة حاضرة في أذهاننا، ومن أشهرها مدفع الإفطار والذي شهد تراجعا في السنوات الماضية، وخلال التقرير التالي نستعرض تاريخ مدفع رمضان وأول من استخدمه.
مدفع رمضان
مدفع رمضان يُستخدم كإعلان عن موعد الإفطار وإخبار الناس عن هذا الموعد، وهو من التقاليد المتبعة في العديد من الدول الإسلامية، بحيث يتم إطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس؛ معلنًا فك الصوم خلال شهر رمضان.
مَن أول من استخدمه مدفع الافطار؟
في العصور الأولى للإسلام كان الأذان هو الوسيلة الوحيدة للإعلان عن الإفطار أو الإمساك في شهر رمضان.
كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يقام أذانان قبيل الفجر؛ أحدهما للتنبيه للاستعداد للسحور وقيام الليل، والثاني للإمساك عن المفطرات والإعلام بدخول وقت صلاة الفجر، وربما لم تكن الحاجة داعيةً لاستخدام وسيلة أخرى لصِغَر المدن ومحدوديتها آنذاك.
أشهر الرويات عن استخدام مدفع رمضان
الرواية الأولى
تقول إن انطلاق مدفع الإفطار، جاء في عهد محمد علي الكبير عام 1805م، وجاء بمحض الصدفة؛ حيث كان محمد علي مهتمًا بتحديث الجيش المصري وبنائه بشكل قوي، يتيح له الدفاع عن مصالح البلاد، وأثناء تجربة قائد الجيش لأحد المدافع المستوردة من ألمانيا، انطلقت قذيفة المدفع مصادفة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، وكان ذلك سببًا في إسعاد الناس، الذين اعتبروا ذلك أحد المظاهر المهمة للاحتفاء والاحتفال بهذا الشهر المبارك، واستُخدم المدفع بعد ذلك في التنبيه لوقتيْ الإفطار والسحور.
الرواية الثانية
تذكر أنه عند غروب شمس اليوم الأول من رمضان عام (865هـ- 1444م)، أراد “خوش قدم” والي مصر في العصر الإخشيدي، أن يجرب مدفعًا جديدًا أهداه له أحد الولاة وقت الغروب؛ فظن الناس أن السلطان تعمّد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان؛ فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم، تشكر السلطان على هذا العمل الحسن التي استحدثه، وعندما رأى السلطان سرورهم؛ قرّر المضيّ في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار، ثم أضاف بعد ذلك مدفعيْ السحور والإمساك.
مدفع رمضان في الدول العربية
بدأت فكرة مدفع رمضان تنتشر لى الدول العربية والإسلامية؛ إذ انتشرت في أقطار الشام بداية بالقدس ودمشق ومدن الشام الأخرى، ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وبعدها انتقلت إلى الكويت؛ حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح؛ وذلك عام 1907م، ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط، وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب إفريقيا، مثل تشاد والنيجر ومالي ودول وسط وشرق آسيا؛ حيث بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونسيا سنة 1944.
موضوعات متعلقة