مش عارفين نعيش ولا ندوق طعم الراحة
السلطة وإستغلال النفوذ أصبح غولًا متوحشًا في المجتمع، يقضي على الفقراء تحت أي مُسمى يريده صاحبه، ويترعرع الفاسدين الذين يُريدون إنهيار البلاد في منازلهم ويقضي الفقير عمره ما بين الشوارع والمستشفيات، وهناك بعضًا من رجال الأعمال يستغلون هذا الآمر ويبدعون فيه بجدارة، وهذا ما فعله رجل أعمال في محافظة الشرقية، إعتدى على أهل بلدته ويُريد أخذ أرضهم غصبًا عنهم.
صرخاتهم ترتفع وإستغاثتهم مكبوتة خوفًا ورعبًا منه، يعيشون داخل منازلهم مستعدون إعتداءات عليهم في أي وقت وحين، يجبرهم بالقوة على بيع أرضهم، من اجل أن يستخرج منها ملاذ الحياة، ويسرق الدولة وهم يتعنتون عن بيها ففتح عليهم نيران الظُلم والعدوان المستمر على الفتيات أولاً، ومن بعدها شاب لا حول له ولا قوة أصبح عاجزًا في المستشفى ينتظر معجزة من السماء لشفاءه.
بداية القصة
ويحكي “سليمان أحمد”، أحد المعتدي عليهم من قِبل رجل الأعمال، ابن محافظة الشرقية مركز أبو كبير، لـ«أوان مصر»: “مستمرين في هذه المعاناة مُنذ سنة وبدأ الأمر بأن أرسل (ح.م)، شخصًا لنا ليشتري منا قطعة أرض، بجوار الأرض التي أخذتها هيئة الأثار منا لأن هذه الأرض متواجد فيها آثار، وهذه الأرض متواجدة في آخر البلدة، عندما طلبها منا قال لنا: “هبني على الآرض مشروع خيري”، فـ كان ردنا عليه كيف تُبني مشروعًا خيريًا في هذه الأرض لأنها بعيدة عن البلدة”.
وأضاف: “عندما علمنا بأن هدفه من شراء هذه الأرض هو إستخراج الآثار التي فيها بشكل غير شرعي، رفضنا بكل شدة وأصبح يوميًا يطلع لنا بمشاريع وهمية بحجة بناءها على هذه الآرض ولكننا علمنا مُراده منها، وقلنا له إذا اردت بناء مشروع خيري خُذ قطعة على الطريق تكون أفضل من هذه القطعة واصر إصرار كامل على أخذ الارض ولكننا رفضنا”.
استخراج الآثار
وأكمل حديثه: “بعد رفضنا آتى بـ “لودر”، وقطع الطريق الذي يؤدي للأرض بشكل كامل، وكانت بداية المشكلة وبعدها قُمنا بتحرير محضر ضده تحت رقم (670)، وبعدها توجهت هيئة المساحة للأرض لمعاينة الطريق الذي عليه النزاع، وأخذ شهداء زور ليُثبتوا أنه لا يوجد طريق بهذه المنطقة مُنذ ثلاثين سنة، وحررنا أكثر من محضر، ولكن جميع المحاضر بيتم حفظها تلقائي، وبيستمر في الضغط علينا، وأصبحنا لا نستطيع أن نقف في وجهه فـ تركنا الطريق ولم نتحدث فيه مرة اُخرى”.
وأشار: “واسمترينا في المشاكل كثيرًا إلا أن آتت مشكلة “السيد”، ابن أخي كان ذاهبًا لحصاد الاُرز في الليل كان يوافق يوم جمعة خرجوا عليه أولاد عم رجل الأعمال وضربوه ضربًا مُبرحًا بـ الآت حادة حتى سقطى أرضًا من كثرة الضرب، وأخذه اُناس كانوا متواجدين بالقرب من الآرض للمستشفى لإسعافه، وفي هذا الوقت كان ضابط المباحث في المنزل وبعضًا من كبار البلدة، لحل المشكلة والاضطهاد المستمر من قِبل الشخص”.
الطرد من المستشفى
وأكد: ” وبعدها قاموا بتحرير محضر ضدنا كان لديهم حفل زفاف فـ اتهمونا بأننا إعتدينا على عفش العروس، ونحن في منزلنا وكان معنا ضابط المباحث، عندها جاءنا خبر أن ابن اخي اعتدوا عليه فقام ضابط المباحث بحبس بعضًا منهم، ولكن من اعتدوا عليه فروا هاربين حتى الآن، وابننا بيموت ومفيش حد سامعنا “.
وسرد: “عندما ذهبنا به إلى المستشفى لم تقبله أي مستشفى سواء خاص أو حكومي، بسبب سوء حالته بعدها ذهبنا به إلى مستشفى “التيسير”، وكان ذلك بعلم رجل الأعمال (ح.م)، لذلك استقبلونا وقام ابن اخي بعمل العملية، واستغرقت ما يقرب من 7 ساعاتوبعدها بيوم كان هيتم طردنا من مستشفى “التيسير”، وذلك ليعطلوا أخذ اقوال المجني عليه لأن وكيل النيابة كان يريد أن يأخذ أقواله بداخل المستشفى، ولكن تعنتنا وقمنا بالتواصل مع الشرطة وجلسنا لحين ما آتى وكيل النيابة، وبعدها قُمنا بتحرير محضر تحت رقم (21279)”، وحينها آتينا إلى مستشفى الفيروز”.
رابعة العدوية
ومن جانبه قالت زوجته الست “عطيات”: “قبل التعدي على “السيد”، بيوم جاءوا يوم الخميس الماضي الموافق 30/9/2021، وأنا جالسة في المنزل واعتدوا عليا بالألفاظ والضرب، كانوا أكثر من 7 أشخاص وعندما اقتربت من البوابة لأغلقها قام شخصًا منهم بالتعدي عليا بالضرب المُبرح حتى أخذت 7 غُرز في رأسي، وتحولت بعدها لمستشفى أبو كبير تعنت الطبيب عن معالجتي”.
وأكدت: “وجدت حينها آمن المستشفى يأخذني للقسم وأنا كنت غائبة تمامًا عن الوعي ولا أدري ما الذي يحدث من حولي بسبب الضرب، تفاجأت بأن رجل الأعمال حرر محضر ضدي، بأنني تعديت عليهم واُجبرت على الصُلح، تفاديًا للمشاكل وكل هذا ضغط علينا لأخذ الآرض بالإكراه، ويجب على الآمن الوطني التحري عنهم لأنهم كانوا في “رابعة العدوية”، من أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي، ولحد الآن لا نستطيع أن نُمارس حياتنا الطبيعية بسبب ما يفعلوه معنا من مشكلات، ونحن نعمل كل هذا للحفاظ على آثار الدولة”.
وتحكي ام المجني عليه لـ «أوان مصر»: “أنا ابني بيموت ومش عارفين نعمل ايه احنا زهقنا من اللي بيحصل، إعتداء علينا يوميًا وكل هذا لأننا متمسكين بأرضنا، بيأتوا إلى المنزل يعتدوا علينا يوميًا وكل هذا بأمر (ح.م)، ولا نجد من يستمع إلينا، وتهديد مستمر، نفسي حد يسمع صوتنا ونقدر ناخد حقنا إحنا تعبنا”.