مشروع الضبعة/ يعود الحلم المصري بإنشاء محطة للطاقة النووية إلى عام 1955، عندما طرق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر باب المستقبل النووي، بتوقيع اتفاقية الذرة من أجل السلام للتعاون في المجال النووي السلمي مع الاتحاد السوفيتي. وفي العام التالي ، وقعت مصر عقدًا لأول مفاعل نووي مع الاتحاد السوفيتي.
مشروع الضبعة بين السادات ومبارك
لكن عندما تولى الرئيس أنور السادات السلطة في عام 197 ، تضاءلت احتمالات تحقيق هذا المشروع الحلم، وسط توترات مع الاتحاد السوفيتي سابقا/ روسيا الاتحادية حاليا.
واتجه السادات نحو الولايات المتحدة لبناء المحطة النووية وتم توقيع اتفاقية تعاون مع الولايات المتحدة عام 1976، مع ذلك، لم يتم اتخاذ أي خطوات نحو تنفيذ هذا المشروع.
وفي عام 2002 ، أعلن الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك عزم مصر على بناء محطة طاقة نووية سلمية في غضون ثماني سنوات بالتعاون مع كوريا الجنوبية والصين. كما تعطل المشروع في ظل الخلاف حول ملاءمة منطقة الضبعة.
ثم في عام 2009 ، استؤنفت المفاوضات بشأن محطة الطاقة النووية مع شركة Worley Parsons الأسترالية. قبل أن تتوفف مع اندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت بالنظام البائد.
عودة الحلم
لكن الحلم عاود إلى الظهور، عندما أعلن الرئيس المؤقت عدلي منصور أن مصر بصدد اتخاذ خطوات نحو إطلاق أول محطة نووية لتوليد الطاقة في الضبعة.
وفي ديسمبر 2017، وقع الرئيس السيسي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، العقود المبدئية لبدء المشروع، معطيا إشارة البدء، بإسناد المشروع إلى شركة “روس أتوم” الروسية المنفذة للمشروع.
وكان قد عمد سيرجي كيربينكو، رئيس الشركة الروسية روساتوم، إلى زيارة مصر لتوقيع اتفاقا بين موسكو والقاهرة، في أكتوبر 2015، للتعاون في استخدام التكنولوجيات الروسية، فيما يخص مجال الطاقة النووية.
وقد حاز مشروع الضبعة، على إشادات واسعة، فقد أكد يوكيا أمانو، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الإجراءات التي تطبقها مصر، في برنامجها النووي بالضبعة، يستحق الثناء والاإشادة، موضحا أهمية دور مصر كمركز إقليمي مهم في تبادل ونقل الخبرات لإفريقيا والشرق الأوسط.
وخلال فعاليات منتدى الطاقة النووية الحادي عشر «أتوم إكسبو 2019»، حصل مشروع الضبعة، على جائزة روساتوم الروسية الحكومية، لأفضل 3 مشروعات للطاقة النووية السلمية من حيث الانطلاقة.