عرضت الإعلامية قصواء الخلالي، خلال تقديمها برنامج المساء مع قصواء، والمذاع عبر فضائية TEN، قصة بلدة في دولة إسبانيا يعيش سكانها أسفل أحد الجبال الشاهقة، وتعد بلداً ذات طابع خاص نظراً لأنها تحتضن تلال الأندلس.
وقالت قصواء الخلالي، أنه على الرغم من كثرة المدن والقرى الموجودة على المرتفعات حول العالم إلا أن بلدة “سيتينيل دى لاس بوديجاس” الإسبانية تعد بلدة ذات طابع خاص نظرا إلى أنها مدينة تحتضنها تلال الأندلس لتظهر كما ولو أن أجزاء من منازلها نمت بين الصخور لتندمج معها بشكل خلاب فهى بلدة ذات شوارع ضيقة، ومبانى مطلية باللون الأبيض بعض منها له أسقف تغطيها بالكامل الصخور والحجارة، وتم إنشاؤها قديما عن طريق توسيع شبكة من الكهوف الطبيعية الموجودة فى تلك المرتفعات وإضافة جدران خارجية لها.
وتابعت الخلالي، أن تلك البلدة تقع فى الجنوب الإسبانى فى موقع متميز على مضيق نهر “ريو تريجو” شمال شرق مقاطعة كاديز، والتى تبعد عنها بمسافة 157 كيلومترًا وتبلغ مساحتها 82 كيلومتر مربع وعدد سكانها أكثر من 3000 نسمة، وهى تشتهر بمنتجاتها من اللحوم والمعجنات والمنتجات الزراعية من الفواكه والخضروات التى تزود بها البلدات المحيطة.
وأكملت قصواء الخلالي، أنه وبجانب غرابة المدينة واحتوائها على تلك المناظر الطبيعية الخلابة إلا أنها تعد جزءا هاما من التاريخ الإسبانى حيث يعتقد أن نشأتها تعود إلى عصور ما قبل التاريخ حيث تحولت تلك الكهوف الطبيعية فى هذه المرتفعات إلى أماكن مثالية للمعيشة نظرا إلى أنه وبدلاً من الحاجة إلى بناء منازل كاملة تحمى الأفراد من حرارة الصيف وبرودة الشتاء فكل ما يحتاجونه تشييد بعض من الجدران فى الكهوف لتكون مأوى لهم ثم تم تطويرها فى القرون الوسطى من قبل العرب أثناء تواجدهم فى أراضى الأندلس يغرض استخدام تلك المرتفعات والمنحدرات كوسيلة تأمين وتحصين للمدينة.
وأردفت الخلالي، أنه يعتقد أن اسم “سيتينل” والتى تعنى باللغة الرومانية “سبع مرات لا” تشير إلى مقاومة تلك البلدة للإسبان سبع مرات حيث تعرضت إلى سبع أنواع من الحصار وصمدت فى ست منها بدأ من عام 1407، إلى أن استسلمت فى الحصار السابع عام 1484 ثم أضيف إليها فى وقت لاحق كلمة “بودجاس”، والتى تعنى “مصانع النبيذ” باللغة الإسبانية، والتى ازدهرت صناعتها فى ذلك المكان بعد سيطرة الإسبان عليها حيث كان يتم حفظها عن طريق تخزينها مع باقى المنتجات المحلية فى مخازن تحت الأرض للحفاظ عليهم كما أن للبلدة باع طويل فى النضال ضد المستعمر الفرنسى خلال القرن التاسع عشر.