في رسالة بعثها الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، هي في حد ذاتها قوة انتصار، إذ كان مؤكدًا أن ماء نيلنا الخالد، أبدًا لا يجرؤ أحدًا على المساس به، وينما قال أن مصر استطاعت ان تحمي مقدرات مائها، رغم كل الأزمات المتتالية، التي عصفت بالمنطقة، بداية من الأزمة العالمية لـ كورونا، وصولًا إلى أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كانت ولازالت رسالة واضحة، فتحمل في فحواها ومعانها، ما وعد به فأوفى.
إن الحنكة السياسية، لم تكن يومًا بقيل وقال، وإنما كانت دومًا بإرادة وعزيمة وإصرار، لعلها رسالة تطمئن الشعب في ظورف حالكة، وهي التداعيات العالمية لأزمة الحرب، التي نثرت فوق مشتملات الحياة، تداعيات تأثرت بها جودة وطبيعة معيشتنا جميعًا، من الطفل الذي ولد حديثًا، إلى من اشتعل رأسه وأبيض شيبًا.
حيث أكد الرئيس في كلمته الليلة على هامش فعاليات أسبوع القاهرة للمناخ، ان المياههي شريان حياتنا، والتي يعتمد عليها أكثر من 40 مليون مواطن مصري، جزءًا لا يتجزأ من أمن بلادنا، هي رسالة واضحة معانيها، ان المساس بحقنا المائي، سيكون مساس بحق شعبنا، ومواطنينا وقوتهم ورزقهم.
ولم يستثني الرئيس من حديثه حينما أكد ان المياه أمرًا بالغ الضرورة لشعبنا وأرضنا، أن مصر لم تكن يومًا ضد مشروع تنمية خاصةً للبلاد النامية، ولكن لم تكن مصر مع ذلك حالما كان المشروع يضر أمن بلادنا أو أمتنا أو شعبنا، فلوا كانت إثيوبيا بحد ذاتها طلبت من مصر أن تُبني لها سدًا منيعًا، لفعلت مصر بيد المساعدة، ولكن حينما كان السد قرارًا أحاديًا، من شأنه أن يضر حصتنا المائية، عرضت مصر كافة السبل والطرق الدبلوماسية، بداية من التفاوض على جلسات الحوار، وصولًا إلى مجلس الأمن، والتي أكد دومًا فيها أن مصر لم تتوانى لحظة، عن تقديم الدعم والمساندة للدول النامية في مشروعاتها.
فبكُل ود وإخلاص، ينبغي علينا جميعًا، ان نوجه الشكر لفخامة رئيس بلادنا، لما له من دور حكيمًا في إدارة الأزمة، وما له من دورًا إيجابيًا، أثبته مع الوقت، ولازال يثبته، فحينما يتحدث رئيس مصر، نصمت جميعًا لنرى ونعي ونفهم، ان عراقة 7 آلاف عامًا من الزمان، لن تضيع هباءًا منثورًا، ولن تكن يومًا، قابلة للعبث بقدرها أو مقدراتها، شكرًا رئيس جمهوريتنا، نحتمي بظلك، وفي ظل الله نسير سويًا.