يبدو ان الخطوة المصرية التي أتت للقضاء على عصر الإخوان بعدما خرجوا من جحورهم في ثورة يناير، واعتلوا بها منصة حكم البلاد، كانت سيناريو متوقع ستتبعه بعض البلدان العربية للقضاء على تلك الفئة الرديئة أخلاقيًا والتي تمثلت في جماعة إرهابية أرادت تحقيق أمال الغرب بتفككة الأوطان العربية ومحوها من الخريطة.
ولكن، إذا غفوت عيناهم عن الحق، فعين الله لا تغفل ولا تنم، ويخصص الله دوما، من ينصرون الحق ويحطمون آمال الشيطان، وما بالك بإنها كانت آمالًا المرد بها سفك الدماء والفساد في الأرض.
وكانت مصر دومًا هي رمانة الميزان، لاعتدال منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وما اتبعته الدولة المصرية من نهج صحيح، وإلى الطريق المستقيم، كان مفاده منذ التاريخ والذي يؤكد دومًا أن الرؤى المصرية هي رؤى تحقيق الأمن والسلام، لكافة بقاع الأرض، شرقًا كان أو غربًا.
ففي حقبة زمنية ليست ببعيدة، اثبتت لنا جماعة الخيانة، وهم حقًا أهل خيانة، أن ما اصطنعوه من أجل الدين، كان متمثلًا في قوم يصنعون آلهتهم من العجوة، فأذا جاعوا أكلوها.. آي لا دين لهم ولا عهد.
فمنذ أن سمح لهم الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، بالخروج من السجون ورد إليهم مستحقاتهم التي كانت عبارة عن مرتبات يتقاضونها نظير عملهم، واستعاد لهم وظائفهم، كانوا هم الأنياب التي عضت تلك اليد اممتدة لهم.
واشتركوا في قتله وسفك دمه، وباعو الوطن وحرفوا وخربوا وسعوا في دماره، ثم عادوا مرة أخرى إلى سجونهم بآثام اقترفوها تجاه وطنهم ، وتجاه أبناء الشعب رجالًا ونساءًا.
ثم وثق بهم الشعب مرة أخرى، وذلك في أعقاب أحداث الخامس والعشرون من يناير، والتي أسقط بها حكم مبارك، فكانت ثقة الشعب حينها ماهي إلا امتحان رسبت فيه جماعة الإخوان الإرهابية، فأطاح بهم الشعب مرة أخرى، ليضعهم في مزبلة التاريخ مجددًا.
واليوم نرى أن تونس وقيادتها الحكيمة، برئاسة الزعيم قيس بن سعيد، أنهت عصر الإخوان، وأطاحت بهم، وبمخططاتهم الدامية تجاه وطنه، بتأييد من الشعب، وإخلاص من جيشه ورجاله.
السؤال الآن.. هل تفيق تركيا.. ؟