محمود الديري يكتب
خاطبت قلبي ذات يوما متسائلًا.. أنظر أيها القلبُ ماذا ترى..؟ قال رآيت ما رآيت وما رآيته حُجبَ عن العينِ أن تراه.
أما بعد:
لقد كنت دائمًا متأهبًا لتلك الأشياء التي لم أرغب أبدًا بحدوثها، وتيقنت بإن الحياة دائمًا تعطينا ما توقعناه ، فـ كل الشكر للحياة التي دائمًا ما تثبت لنا توقُعاتنا ، أكان ما توقعناه رغبنا بحدوثه أم لم نرغب.
حقـيقـةٌ لا أدري كيـفَ اطمأنت قلوبهـم لهـذه الدرجـه وبدأوا حيـاة آخـرى على رحبٍ وسعـةٍ وكأن شيئً لـم يكُـن
هل اذنبنا لان قـُلوبنا لـم تـقسوا ولـم تنفرد الـذاتُ بـذاتها لـنستمر ونـبدأ حـياة أخرىٰ مثلما بدأوا !
ام الخطأ انهم لازالوا يُذكرون بسجلات حياتُنا ومقيدين بهـا حضورا أحياء بها بوجود زائفٍ مصطنع ؟
حقيقـةٌ أريـد أن اعـرف وإني لهـذه المعـرفة قتيـلٌ شغوف..
كـما قتلني الشغف منذ صغـري بإن أتجـاوزت عمـر العشـرون لأرى كيـف ستتحـق تلك الأحـلام الورديـة التـي اندثـرت بيـن خبايا ومنحنيـات الزمـن !
وفي سؤال مع النفس
هل لا زالت قـُدرة العاطفه متغلـبةٌ على العقل؟
أم لازال عقلـي صغيراً وكبُرت عاطفتي واصبحـتُ مرهفـاً لتلك الدرجـه التي وصلـني بها الحـال أن أكـون على أتـم الاستعـداد لأتألم حينـما أرى وردةً تـُقطف أو تنتزعُـها يـد أو تحـرقـُها شمس أو تجـف ويتطاير منهـا عبيرها..؟
أي منا خاطئ وأي منا على صواب ..؟
فالعتبان حقًا على ذاك الضمير الباقِ على عهدًا قُطع وانقطع.