تستعرض أوان مصر، شبح الاتهامات المتكررة بسرقة الأفكار، فلا تزال الأعمال الفنية المسروقة تظهر وتحاصر المؤلف والكاتب «يوسف المعاطي»، فعند ظهور أي عمل جديد يتوقع الجميع أن أحد الكتاب سيظهر ليؤكد أنها فكرته، وتمت سرقتها.
تطارد الكاتب معاطي دعاوى قضائية كثيرة، تحيط به هالة كبيرة من الاتهامات حول سيناريوهات مسلسلاته الضخمة، والتي ينافس بها في أكبر المواسم الدرامية، كل عام.
المؤلف الشاب إبراهيم محمد إبراهيم، رفع مؤخرا دعوى قضائية علي معاطي يتهمه بسرقة روايته التي تحمل عنوان «الأمم المتحدة علي الأراضي الأمريكية» ومسجلة سيناريو باسم «ألوان الدنيا»، وتحوليها لمسلسل “مأمون وشركاه” الذي عرض برمضان 2016.
وجاء في نص الدعوى أن المؤلف الشاب إبراهيم محمد قام بكتابة الرواية وتسجيلها في الشهر العقاري عام 2009، ثم حاول تسويق المنتج بالذهاب لأكثر من شركة.
نص الدعوى
اطلع على العمل الأدبي الخاص بالمدعى المطعون ضده الأول “، وهو ما يثبت أبوته لفكرة المسلسل ” ، ودلل الحكم المطعون فيه على أسبقية تصنيف مصنف المدعى المطعون ضده الأول” – سواء في صورته الأولية ” ألوان الدنيا ” أو ما تلاها من تسمية ” أبو الأمم المتحدة على الأراضى الأمريكية ” – على العمل المسمى ” مأمون وشركاه ” ببعض مما طوته الدعوى من أوراق ومستندات متمثلة في الشهادة الصادرة من مكتب التوثيق النموذجى بالجيزة فى ۲۰۰۹/۷/۱ ، وعقد نشر القصة المحرر بين المطعون ضده الأول وإحدى دور النشر في سنة ۲۰۱۰ ، وإيصال استلام المطعون ضده الأول لمصنفه من دار النشر بعد طباعته في سنة ۲۰۱۱.
وخلص من ذلك كله إلى توافر ركن الخطأ الموجب للمسئولية في جانب الطاعن ورتب على ذلك قضاءه بالتعويض عن الضرر الأدبى ، وكان ما خلص إليه الحكم المطعون فيه.
استخلاصاً وتدليلاً والزاماً – سائغاً وله معينه من الأوراق وكافياً لحمل قضائه ، فلا على المحكمة مصدرته من بعد – إن لم تتبع المدعى عليه الأول “الطاعن في مختلف أقواله وحججه و الرد استقلالاً على كل قول أو حجة أثارها، إذ في الحقيقة التي اقتنعت بها و أوردت دليلها الرد الضمني المسقط لتلك الأقوال و الحجج، الأمر الذي يضحى معه هذا النعى محض جدل في سلطة محكمة الموضوع في فهم الواقع في الدعوى، و تقدير الدليل بها، ومن ثم يكون النعى بسببي الطعن على غير أساس.
أسباب الطاعن
إلى أسباب سائغة ، لما كان ذلك ، وكان الثابت من الأوراق أن المطعون ضده الأول أعلن الطاعن بأصل صحيفة الدعوى فى ۲۰۱۷/۱۱/۷ إعلاناً قانونياً صحيحاً ، كما أعلنه بصحيفة تصحيح شكل الدعوى إعلاناً قانونياً صحيحاً بذات التاريخ، ومن ثم فلا محل للتحدى بعدم إعادة إعلانه بالدعوى ، إذ إن الغاية من الإعلان بأصل الصحيفة وإعادة الإعلان قد تحققت ، سيما بعد إعلانه بصحيفة التصحيح، وإذ وافق الحكم المطعون فيه هذا النظر ، فإن النعى عليه بالسبب الأول من أسباب الطعن يكون على غير أساس.
وحيث إن الطاعن ينعى بالسببين الثاني والثالث على الحكم المطعون فيه الخطأ في تطبيق القانون والفساد في الاستدلال والقصور في التسبيب ، إذ قضى الحكم بإلزامه بالتعويض لاعتدائه على الحق الأدبي للمطعون ضده الأول باعتباره صاحب مصنف ” ألوان الدنيا ” ، ” أبو الأمم المتحدة على الأراضي الأمريكية “.
استناداً إلى ما ورد بتقرير الخبير المنتدب فى الدعوى من تشابه الفكرة العامة لهذا المصنف مع مصنفه ” مسلسل مأمون وشركاه ” حال أن الأفكار المجردة مثل فكرة ” صراع الحضارات ” لا تحمى بل تحمى الأفكار المعبر عنها ، سيما وأن المعالجة الفنية والحبكة للدرامية والسمات الشخصية مختلفة في المصنفين، كما أن الحكم لم يدلل على ما أورده الخبير في تقريره من اطلاع الطاعن على مؤلف المطعون ضده الأول وسبق تصنيف الأخير المطعون ضده الأول المصنفه قبل عرض مصنف الطاعن مسلسل مأمون وشركاه ” ، وهو ما يعيب الحكم ويستوجب نقضه.