يصف الكثير بأن السرقة بين الأطفال، “هوس أو مرض”، وقد يصفة العديد بأنه إضطراب سلوكي، وأخرين يهاجمون تلك الأطفال قائلين ” أن ذلك بإراداتهم”، ولا دخل السلوك فيه بل يرجع إلى التنشئة، خاصة أنهم في السنوات الأولى من عمرهم.
ليتسأل البعض هل هو مرض نفسي، أم هو إرادة داخلية؟
يقول أستشاري الصحة النفسية والأسرية، الدكتور محمد الهادي عفيفي في تصريح خاص لـ ” أوان مصر”، أن السرقة هو استحواذ الطفل على ماليس له فيه حق، بإرادة منه و احيانا باستغفال مالك الشيء، وهو من السلوكيات التي يكتسبها الطفل من بيئته يكتسبه عن طريق التعلم.
وأشار أستشاري الصحة النفسية أن السرقة تبدأ كاضطراب سلوكي، واضح في الفترة العمرية 4-8 سنوات وقد يتطور ليصبح جنوحا في عمر 10- 15سنه وقد يستمر الحال حتى المراهقة المتأخره.
وتابع عفيفي، أن الأسباب الرئيسية في الإصابة بتلك السلوك، هو الاساليب التربوية الخاطئة في التعامل مع الطفل، كاستخدام اسلوب القسوة والعقاب او التدليل الزائد اذا رافق ذلك عدم أعتياد الطفل على التفرقة بين ممتلكاته وخصوصيات الاخرين، كذلك القدوه غير الحسنة لها دور فعال في ممارسة الطفل لهذا السلوك، و البيئة الخارجية التي تحيط بالطفل فوجود الطفل وسط جماعة تمارس السرقة، تجعله ينصاع لأوامرها حتى يحصل على مكانته فيها، مشيرا أن قد ترجع الإسباب إلى عوامل داخلية في الطفل كشعوره بالنقص امام اصدقائه اذا كانت حالة الاسرة الاقتصادية سيئة، فيسرق لشراء ما يستطيع ان يتفاخر به بينهم، او كردة فعل عدوانية من الطفل ورغبة في الانتقام والتمرد على السلطة او لغيرته ممن حوله.
مشددا أن عرض وسائل الاعلام لأفلام ومغامرات تمارس هذا السلوك واظهار السارق بالبطل القوي، وهذا يعطي للطفل نماذج يحتذي بها، فيتعزز لديه هذا السلوك.
وأوضح أستشاري الصحة النفسية في حديثة، أن علاج مشكلة السرقة، هي محاولة توفير ما يلزم الطفل من مأكل وملبس، وغيرة من الإحتياجات، بالإضافة إلى توجيه الطفل أخلاقيا ودينا وان توضح له عقاب من يفعل ذلك عند الله فقد يكون الطفل يجهل معنى السرقة أو يقلد صديق له، واحترم ممتلكاته.
وأشار لابد من البعد عن التأنيب أو التشهير بالطفل بسلوك السرقة امام الغير حتى لا يلجأ للتكرار، وقص عليه بعض القصص التي توضح مآل السارقين ولكن لا تشير الي انه منهم .
واردف عفيفي لابد من استخدم التعزيز فعندما لا يسرق في يوم ما كافئه باصطحابه لرحلة مميزه او اعطاءه بعض النقود، وعند ملاحظة الطفل قد سرق ممتلكات غيره دعه يعود بها لصاحبها وان يعتذر منه وعده بمكافأة، او هدية قيمة ان هو فعل ذلك، ومحاولة ان تشعر طفلك بحبك وحنانك فقد يسرق الطفل لشعوره بالنقص فيعوض ذلك بالسرقة حتى يرضي ذاته.
وأختتم في نهاية حديثة ابعد طفلك عن اصدقاء السوء الذين يزينون له مثل هذه السلوكيات، وتشجع الطفل على الحوار واظهار مايكبته في الباطن .
اقراء ايضا