جحود قلبها، غلب فطرة الأمومة التي تمتلكها، فانتظرت هذه الأم التي انتزعت الرحمة من قلبها لحظة وفاة زوجها والد أطفالها الثلاث وهم «عبدالله – مريم – منة»، فعقب أقل من شهر من وفاته، ودون حتى أن تقضي العدة الشرعية، تزوجت عرفيا من رجل آخر، بل ومنحته ميراث زوجها وأطفالها، لم تفكر سوى في نفسها، لم ترى إلا ذاتها، لم يرق قلبها لأولادها وهي تحرمهم من حقوقهم، بل تتركهم لزوجها يتلذذ بتعذيبهم، حتى قرر نجلها الاستغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
صاحب هذا المنشور المأساوي هو أبنها الأول من زوجها المتوفي، ورفق منشوره على موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»،بـ صور لإصابات بالغة على الجسم، حيث شارك الطفل «عبدالله أحمد»، في الصف الثاني الإعدادي من ميت عاصم مركز بنها قليوبية، داخل إحدى المجموعات الخاصة بمدينته، مستغيثًا من بطش والدته وزوجها، وحرمانه من حقه حتى في النوم وتناول الطعام.
أمي اتجوزت عرفي عشان تاخد المعاش
لم تنتظر العدة، فسرعان ماتزوجت عقب مرور شهر واحد، زواجًا عرفيًا خوفًا من حرمانها من معاش الزوج، وفقًا لما أكده الطفل خلال حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك» قائلا: «بابا مات في شهر 11 اللي فات، أمي فكرت تتجوز في شهر 12، ومن وقت ما فكرت تتجوز ولا بقت تغسلنا هدومنا ولا تأكلنا ولا تودينا دروس، أنا وأخواتي مريم 10 سنين، ومنة 7 سنين، وطبعًا اتجوزت عرفي عشان تقبض المعاش».
قعدتوا على سرير أبويا وطردتنا احنا
جحود قلب هذه الأم لم يتوقف فقط على الزواج العرفي، وإهمالها الشديد لـ أولادها وتربيتهم فقط، بل اصطحاب الزوج الثاني لعش زيجتها الأولى، ومنزل أبنائها، وترك الحرية له بكل شئ على حساب أولادها: «قعدته معانا في بيت أبويا هو وعياله الأربعة وبتاخد معاش أبويا وجدي وباعت عربية أبويا وإيديته فلوسها، ولا بتديني دروس، ولا مصاريف الكتب وطول النهار قاعدة مع جوزها وولاده وقافلة علينا وحبسانا وبتفضل عيالو عننا».
كدمات وآثار ضرب على الأجساد الصغير،والأسباب لا تسدعي هذا الضرب المبرح، أكبر أبنائها، كان سببها تمسكه بمكان أبيه: «بتجيبه ينام في الأوضة على السرير، وتطردني برة الأوضة وتقولي نام على الكنبة برة علشان هو ينام مكاني، وأقولها ده سرير أبويا، مسكتني ليه ضربني بالخرطوم وضهري وجعني من نوم الكنبة، وهي تدخل هي وهو يناموا، وأوقات تطردني برة الشقة الساعة 2 بالليل»،لم يجد الابن مفرا له سوى التدوين على جروب خاص بمحافظته، مستغيثًا من جحود الأم، لإنقاذه وإنقاذ شقيقتيه: «أنقذوني أنا وأخواتي، مش لاقي حاجة أعملها إلا الكتابة هنا».
مسؤول الجروب يكشف الكواليس
وعلي الفور قام محمد عيسي، مسؤول المجموعة الخاصة لمنزل جدة هذا الطفل من جانب والدته، والتي ترفض أفعال ابنتها، أن الطفل وشقيقة له حاليًا بمنزل جدتهما هربًا من والدتهما، وإنه بالفعل اصطحبهما وحرر محضرا بقسم بنها بالكدمات والاعتداءات ضد الأم وزوجها: «هنجيب حقهم من الأم وزوجها، وحقهم في بيت وورث أبوهم»، متابعًا: «الولد جسمه متشرح ومضروب، واللي في الصور أقل حاجة حصلتله».