بات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعاني من الأزمات التي يُدخل بها بلاده، واحدة تلو الأخرى.
فقد غضبت فرنسا الشهر الماضي عندما ألغت أستراليا صفقة بمليارات الدولارات لغواصات فرنسية ، قائلة إنها ستسعى للحصول على نسخ نووية أمريكية مع تصاعد التوترات مع الصين.
تصريحات ماكرون
تبعها خلال الأيام الماضية، هجوما على الجانب الجزائري، tقد أفادت وسائل إعلام فرنسية، في وقت سابق، أن ماكرون أدلى ببعض التصريحات خلال حوار قصير مع مجموعة من الشباب الذين قاتل آباؤهم أو أجدادهم مع الجيش الفرنسي ضد الثوار الجزائريين خلال الحرب الجزائرية (1954-1962).
وأوضحت صحيفة لوموند الفرنسية اليومية أن ماكرون قال إن الدولة الواقعة في شمال إفريقيا يحكمها “نظام سياسي عسكري” ووصف الجزائر بأنها تتمتع “بتاريخ رسمي” تمت إعادة كتابته بالكامل “.
وقال إن هذا التاريخ “لا يستند إلى حقائق” ولكن “على خطاب كراهية تجاه فرنسا” ، بحسب صحيفة لوموند.
من جانبها، دعت “المنظمة الوطنية للمجاهدين” التي تجمع قدامى المقاتلين في حرب تحرير الجزائر، في بيان، الاثنين إلى “مراجعة العلاقات” الجزائرية-الفرنسية بعد تصريحات ماكرون، بحسب فرانس برس.
وغالباً ما تطالب المنظمة فرنسا بـ”الاعتذار” عن “الجرائم” التي ارتكبتها خلال استعمارها الجزائر على مدى 132 سنة (1930-1962) والتي راح ضحيّتها، وفقاً للرئاسة الجزائرية، أكثر من خمسة ملايين جزائري.
تراجع الرئيس الفرنسي
إلا أن الرئيس الفرنسي عبر عن أمله في أن يهدأ التوتر الدبلوماسي مع الجزائر وأن يعود الطرفان إلى الحوار.
وقال ماكرون: “أتمنى أن نتمكن من تهدئة الأمور، لأنني أعتقد أنه من الأفضل أن نتحاور من أجل تحقيق تقدم”.
وقال ماكرون في مقابلة مع “فرانس انتر”: “أكن احتراماً كبيراً للشعب الجزائري” عازياً التوترات الحالية إلى الجهود المبذولة في فرنسا حول عمل الذاكرة بشأن حرب الجزائر.
وعليه، قال الكاتب والباحث السياسي الجزائري إسماعيل خلف الله ،أن تصريحات ماكرون عن جاءت هادمه بكل ما تبناه خلال فترة حكمه.
وأضاف خلف الله في تصريحات خاصة لـ «أوان مصر»، فقد كشفت الوجه الحقيقي لماكرون، لذا هي سقطة هدمت كل ما حاول أن يسوق له في إطار إدانته لجرائم الاحتلال الفرنسي للجزائر خلال القرن الماضي.
وأوضح أن تلك التصريحات سوف تكون نتائجها وخيمه على السياسة الفرنسية وخاصة حول ما يتعلق بالوضع بين الجزائر و باريس.
سبب تصريحات ماكرون
وأشار السياسي الجزائري إلا أن، سبب خروج تلك التصريحات من ماكرون هو تقلص الدور الفرنسي في الجزائر، تزامن ذلك مع خفض لي العقود والاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين مشيرا إلى إن هو لم يتم تجديد عقود خاص بمترو الانفاق والمياه والكهرباء مع الشركات الفرنسية.
وتابع “إضافة إلى محاولة خروج ماكرون من صفعات سياسية كبرى، آخرها، صفحه الغواصات الاسترالية، فقد أصبح ماكرون متخوفًا بشكل كبير، إزاء دور باريس في منطقة الساحل الأفريقي، إذ يعول حلفائه الأوروبيين على بلاده لدرء الإرهاب والأعمال غير المشروعة في تلك المنطقة”.
في إشارة إلى رد الجزائر على التدخل الفرنسي في الشئون الداخلية، بوقف عبور الطائرات العسكرية الفرنسية، عبر المجال الجوي الجزائري، ليؤكد خلف الله أن هذا القرار سيعمل على تقليص دور فرنسا الفاعل في منطقة الساحل.
كما أوضح أن تصريحات ماكرون، جاءت لغرض انتخابي أيضا، أراد بها أن يكسب بعض من ناخبي تيار اليمين المتطرف .
ويرى الكاتب والباحث السياسي الجزائري، أنها لن تفيد ماكرون، بل على العكس صدمت الشارع الفرنسي والجزائري والمتابعين لهذا الملف، مشيرا أن تلك التصريحات لم تصدر من رؤوس التيار المتطرف ذاتهم.