انتقل النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي إلى أحد الفرق الصاعدة حديثاً إلى الدوري التركي، ويسمى أضنة ديمسبور التركي في صفقة انتقال حر.
في عقد يمتد لمدة ثلاث مواسم مع الفريق التركي ليزامل اللاعب المغربي يونس بلهندة في نفس الفريق الصاعد حديثاً للدوري التركي.
ولد اللاعب الإيطالي في باليرمو الإيطالية في الثاني عشر من أغسطس لعام 1990م لوالدان مهاجران من غينيا، و لكن سرعان ما تركوه بسبب فقرهم، و عدم تمكنهم من تحمل نفقات علاجه.
تخلي والداه عنه
تعرض هذا اللاعب لعديد من المواقف الصعبة في حياته، و هذا يعتبر أول موقف تعرض له، عندما تخلى والداه الحقيقيان عنه و هو بعمر الثالثة، بعد تبين اصابته بمرض في الأمعاء، و كانوا لا يقدرون على تحمل تكاليف علاجه فتركوه أمام مركز للخدمات الإجتماعية.
و تبنته أسرة إيطالية لمدة عام و لكنه ظل معهم حتى يومنا هذا و غير سامه ليصير على اسم من تبنوه، و ترك أسرته الحقيقية التي تركته أمام مركز الخدمات الإجتماعية.
بداية مبكرة في كرة القدم
كاد اللاعب على وشك الانضمام إلى أكاديمية لا ماسيا ببرشلونة بعد لعب ثلاث مباريات مع الأكاديمية، و تسجيله لثماني أهداف، و لكن مغالاة وكيل أعماله في طلب الأموال للاعب مازال في سن الخامس عشر جعت الأكاديمية ترفض وجوده في الفريق.
و سرعان ما انتقل في عام 2006 إلى فريق ليميزاني الإيطالي، و شارك في أول مبارة له في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، و هو في سن الخامس عشر أمام فريق بادوفا.
و سرعان ما ذاع صيت اللاعب في إيطاليا فجذب أنظار العديد من الأندية الكبيرة، و لكنه انضم وهو في سن السابع عشر إلى فريق انتر ميلان الإيطالي في فريق تحت 17 عام، قبل أن ينضم إلى فريق بريمافيرا تحت 20 عام، ليساعدوه في التعود على أجواء اللعب مع الفريق الأول.
الإنتر أصل الحكاية
و شارك اللاعب مع الفريق الأول للنادي الإيطالي في ديسمبر 2007، بعد نزوله من على دكة البدلاء، و شارك بعدها بثلاث أيام أمام فريق ريجينا الإيطالي و سجل هدفين في فوز فريقه4-1، و أصبح أصغر لاعب في فريق انتر ميلان يسجل في دوري أبطال أوروبا عندما سجل في فوز فريقه على أنورسوسيس فاماغوستا القبرصي.
و ساعد فريق في عام 2010م في الفوز بالثلاثية التاريخية دوري أبطال أوروبا، الدوري الإيطالي، كأس إيطاليا فضلاً عن تسجيله 20 هدف في 59 مبارة تحت قيادة المدرب المخضرم البرتغالي جوزيه مورينيو، ولكن سرعان ما نشبت الخلافات بين الأثنين فقررت إدارة انتر ناسيونالي رحيل اللاعب إلى مانشستر سيتي الإنجليزي.
و تنقل بعدها اللاعب لعديد من الأندية مثل ايه سي ميلان و ليفربول و نيس الفرنسي، و بريشيا الإيطالي.
العنصرية التي كادت أن تقضي على مسيرته
لكل قصة جميلة جانب قبيح، لأي شخص كان، فبالتأكيد عهندما تصل لمكانة مرموقة في أي مجال، من الطبيعي أن تمر بظروف سيئة، هذه الظروف من الممكن أن تدمر نفسيتك و تجعلك رغماً عنك لا تفكر إلا في الحزن ولماذا أنا دائماً يحدث ذلك لي؟.
تعرض اللاعب الإيطالي لعديد من المواقف العنصرية السيئة، التي نراها في ملاعب كرة القدم، و من المعروف أن كرة القدم صنعت لتقريب الشعوب من بعضها ، و كوسيلة للترفيه فقط لا غير.
و لكن بالرغم من ذلك استمرت حملات العنصرية الموجهة تجاه سوبر ماريو في الاستمرار أينما حل، داخل إيطاليا و خارجها، ولا أحد يعلم حتى وقتنا هذا لماذا كان يتعرض اللاعب لحملات العنصرية هذه، و هو منشغل فقط لتسجيل الأهداف التي يساعد بها الفرق التي يلعب لها في الفوز بالمباريات.
و كان يفعل ذلك مع منتخب بلاده، و كان عامل أساسي في وصول منتخب بلاده إلى نهائي اليورو2012، بعد تسجيله هدفين أمام المنتخب الألماني في مبارة نصف النهائي، في المبارة التي انتهت بفوز المنتخب الإيطالي برباعية نظيفة.
السوبر ماريو الواثق من قدراته
و لكن مع استمرار الحياة استطاع بالوتيلي تجاوز كل هذه المواقف التي تعرض لها في حياته الكروية، و استطاع أن يسجل اسمه كواحد من أفضل المهاجمين في تاريخ منتخب إيطاليا.
هذه القصة تعلمنا أن ندع من يتحدث يتحدث فلا فائدة لكلامها السلبي، و نفعل مثلما فعل ماريو بالوصول إلى القمة بشتى الطرق المختلفة، و ترك علامة مميزة في أي مكان تذهب له.