اختطفت ناتاشا كامبوش في سن العاشرة واحتجزت في قبو سري على يد خاطفها (وولفغانغ بريكلاوبيل) لأكثر من ثماني سنوات، إلى أن فرت في أغسطس ٢٠٠٦. وقد كتبت كتابا عن محنتها، ٣٠٩٦ يوما (٢٠١٠)، استند إليه الفيلم الألماني 3096 Days لعام ٢٠١٣ .
مابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش
مابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش
مابين الطفولة
المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش
صحيح الفيلم حقيقي، لكن البشاعة التي اختبرتها لا يمكن أن يجسدها أي فيلم، لأنه ليس من المفترض أن يكون فيلم رعب”… بكلماتها المؤثرة وبابتسامتها المشدودة التي توحي التوتر والانزعاج، وقفت النمسوية ناتاشا كامبوش ابنة الـ31 عاماً بفستانها الاسود والاحمر امام عدسة المصوّرين في افتتاح فيلم 3096 Days في فيينا.
مابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش
وكيف يعقل الا تكون مضطربة وهي تفتتح الفيلم المقتبس من سيرتها الذاتية التي نشرتها عام 2010 والتي تروي فيها جحيمها اليومي مذ خطفها المضطرب نفسياً ولفغانغ بريكلوبيل في 1998على طريق مدرستها ودفنها في قبو تحت بيته لمدة 8 اعوام إحتجزت كامبوش في هذا القبو الصغير تحت مرآب بريكليبيل. كان المدخل مخفيا خلف خزانة.
وكانت مساحة القبو تبلغ الـ ٥ أمتار مربعة فقط .كان له باب مصنوع من الخرسانة وتم تعزيزه بالفولاذ. لم يكن للغرفة نوافذ ولم يكن لها صوت كاذب .
مابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش
قبل ان تتمكن من الافلات من الخاطف في 2006، مما دفعه الى الانتحار في اليوم نفسه تحت عجلات قطار. يوم الخطف المشؤوم كانت ناتاشا في العاشرة من عمرها وقد تمكنت من الاستمرار على قيد الحياة كل تلك الاعوام رغم ما أذاقها ذلك المجنون السادي من ضرب وتجويع واغتصاب. اغتصاب لم تأت ناتاشا على ذكره في كتابها.
لكننا رأينا ملامحه في الشريط الذي ترددت كثيراً في الموافقة عليه، لكنها عادت وقبلت بعدما وعدها المنتج وكاتب السيناريو الألماني برند ايشنغر بتقديم قصتها بكثير من الحذر.
مابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش
وكانت ناتاشا منزعجة قبل مشاهدة الفيلم، فنحن كمشاهدين للفيلم شعرنا بكل تأكيد بضيق كبير لأننا نعرف فحوى القصة الحقيقية التي ضجّ بها العالم، وأدركنا اننا على وشك اختبار تجربة مأسوية يصح أن نطلق عليها “ليالي الحزن في ڤيينا”. 3096 ليلة حزينة في قبر مظلم لا تتعدى مساحته المترين .م
ابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش
تستعيدها المخرجة الالمانية الاميركية شيري هورمان في اجواء كابوسية ومقدمة من خلال وجهة نظر ناتاشا، بشكل واقعي ومؤثر يجعلنا نشعر بالاختناق والفظاعة والتوتر طوال مدة الشريط الذي تتكرر مشاهده، تماماً كما محطات الايام المتشابهة التي عاشتها تلك الفتاة لمدة 8 اعوام، يوماً بعد يوم، وساعة بعد ساعة.
مابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش
الفيلم قوي للغاية اولاً بقصته الحقيقية التي لا تجسد المأساة فحسب، بل تقدم درساً في الشجاعة والامل والتشبث بالحياة رغم سوداوية الصورة والاجواء، وثانياً بممثليه الذين برعوا ءفي اداءات يصعب أن نضعها في اطار التمثيل لمدى طبيعيتها وصدقها.
البداية كانت مع ناتاشا الطفلة التي قدمت دورها الممثلة الصغيرة اميليا بيدجون التي ستؤثر فينا بضعفها وغضبها ودموعها وخوفها ومحاولتها إمرار الوقت برسمها قبضة للباب على امل ان تفتحه يوماً، او بادائها دور المعلمة امام ثيابها التي تحولت تلاميذها.
مابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش
أما المبهرة فعلاً فهي ناتاشا المراهقة التي تقمصتها بشكل مذهل الممثلة الايرلندية الشمالية انطونيا كامبل ــ هاغز، وخصوصاً مع الحمية القاسية التي اخضعت نفسها لها فتحوّلت “جلدة على عظمة” مثل ناتاشا التي صرحت بأنها كانت محرومة من الطعام في كثير من الاحيان في تلك الفترة.
انطونيا كامبل ــ هاغز مزلزلة فعلاً ومؤثرة بحضورها الطاغي الذي جسّد كافة معاني الاذعان والثورة، الخوف والتحدي، الاستسلام والمقاومة. بعينيها الباحثتين عن فسحة امل وجسدها الشبيه بهيكل عظمي، والعاري معظم الوقت تنفيذاً لأوامر الخاطف المجنون الذي يضربها بوحشية حيناً ويحنو عليها حيناً آخر ويكبل يدها لاغتصابها باذعان من لا حول له ولا قوة، تمضي ناتاشا ايامها متشبثة بالحياة التي تخلت عنها كثيراً، الى درجة تفكيرها بالانتحار.مابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. مابين الطفولة المغتصبة والمش
اكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوشعاشت ناتاشا كامبوش
أما الممثل الدانماركي ثوريه ليندهارت فقد برع بدوره في تركيب شخصية نافرة ومضطربة، وقدم بنجاح كبير دوراً صعباً ملأنا غضباً واشمئزازاً وحتى شفقة احياناً كثيرة.
مابين الطفولة المغتصبة والمشاكل الأسرية .. عاشت ناتاشا كامبوش