قال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، اليوم الثلاثاء، إن حكومته ستمارس مهامها من مدينتي سرت وبنغازي بعد فشل محاولات العمل من العاصمة طرابلس لعدم رغبتها في إراقة الدماء أو إشعال الفتنة.
وأكد باشاغا – في كلمة له لدى وصوله لمطار بنينا الدولي بمدينة بنغازي، وفقا لوكالة الأنباء الليبية (وال) – عمل حكومته لمصلحة الليبيين كافة دون الاقتصار على منطقة بعينها، مضيفا أن “هناك بعض الليبيين يريدون استمرار الفوضى والانقسام في البلاد ويرون في ذلك مصلحة لهم، كما أن هناك وضعًا إقليميًا ودوليًا لا يريد تقارب الليبيين أو المصالحة بل استخدام ليبيا كورقة للتفاوض في مصالح أخرى”.
واعترف باشاغا، خلال لقائه مع الوزراء والنواب وعمداء البلديات وعدد من الأعيان في بنغازي، بأن حكومته فشلت في الدخول إلى طرابلس لأنها “لا تريد الدماء ولم تطلق رصاصة واحدة بما فيها الأحداث الأخيرة”.
وحول محاولات دخول العاصمة طرابلس، قال باشاغا”حاولنا على مدار 7 أشهر دخول العاصمة لكن خشية إراقة الدماء أو الدخول في فتنة بين الليبيين فشلنا”، متهما من وصفهم بـ”العصابات في العاصمة بعرقلة دخول طرابلس بالقوة والترهيب”.
أزمة الحكومتين
وتشهد ليبيا انسدادا سياسيا وأمنيا خاصة مع الاشتباكات المتكررة بين المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس والتي تدعي ولائها للأطراف السياسية المختلفة، والتي خلفت في الجولة الأخيرة منها أغسطس الماضي، 199 جريحا وقتيلا.
وينتظر الليبيون اتفاقا بين مجلسي النواب والدولة بشأن المواد الخلافية بالقاعدة الدستورية للانتخابات (حوالي 3 مواد)، بعد نجاح اللجنة الدستورية في الاتفاق على أكثر من 97% من موادها، وفشل عدة جولات سابقة في القاهرة وجنيف بين المسؤولين الليبيين على هذه المواد الخلافية المتبقية، لإجراء الاستحقاق الذي ينتظره الشعب الليبي.