كانت الحياة روتينة تسير على نهج واحد،تعيشها السيدة الثلاثينية نادية مجدي، برفقة بناتها الصغار، عقب انفصالها عن زوجها، في الصباح تباشر أعمالها كمسؤولة تسويق بإحدى الصيدليات الكبرى، بالتوازي مع مهامها في المنزل، ومسؤوليتها كـ أم.
حيث كانت حياة «نادية» هادئة،ما بين العمل والتنزه والنادي والمذاكرة، قبل أن يفاجئها الألم بمنطقة الصدر، لتعتقد أنه عابر، ربما بسبب التغيرات الهرمونية، أو الحيض، قبل أن تقرر عمل فحوصات للاطمئنان.
ساعات مرت كالأعوام، فكم كانت ثقيلة على السيدة صاحبة الـ35 عامًا، وهي تجري التحاليل والفحوصات اللازمة، قبل أن يفاجئها الطبيب: «للأسف العينة بتأكد إن ده سرطان منتشر وفي المرحلة الثالثة».
كلمات أشبه بالصفعة لـ«نادية»، حتى أصبح حديث الطبيب من حولها غير مسموع بقدر ما شرد ذهنها حول الأيام المريرة التي تنتظرها.
نادية “بدأت الكيماوي في يومين على طول”
ربما تدهور حالة «نادية» لم تمهلها الفرصة حتى للصدمة، فعلى الفور وجهها الطبيب لبدء جلسات الكيماوي: «الموضوع كان في شهر يوليو اللي فات، من وقتها وكل جلسة مبتعديش عليا بالساهل، من التعب والخوف في الأول، وعدم التركيز والوخم بعدها، كان بيكون أسوأ يوم وأنا حاسة إني مش قادرة أقف على رجلي».
عدم القدرة على العمل، وسقوط الشعر، وشحوب الوجه، وفقدان الوزن، لحظات قاسية لم تمر بسلام على محاربة المرض الخبيث: «كل ده مش بيعدي بالساهل، بس بقول ربنا بيدي كل واحد على قد طاقته».
نادية: عملت استئصال ثدي ورممت كمان
توجيه من الطبيب بضرورة استئصال الثدي، وافقته فيه محاربة السرطان، خوفًا من تدهور حالتها، وانتشار الورم: «خدت القرار وعملت عملية الاسئصال، ومن بعدها على طول عملت ترميم للثدي كمان، غير استئصال الأورام من الغدد الليمفاوية».
لم ينته الألم عند هذا الحد، بعدما أكد لها الطبيب ضرورة استمرار جلسات الكيماوي للأمان، لمنع انتشاره مُجددا، رغم استئصال الثدي.
نادية: لوحدي في مواجهة الحرب
الأمر لم يكن هينا على نادية مجدي، ليس فقط لألم السرطان، لكن لوحدتها، خاصة عقب انفصالها، ووفاة أسرتها: «ماليش إلا بناتي، جودي 8 سنين، ولارا 5 سنين، من يوم ما انفصلت من 3 سنين وأنا لوحدي خالص، كل حاجة بعملها وواجهها لوحدي».
معاناة نادية جعلتها تقدم نصيحة للفتيات؛ من أجل حماية أنفسهن من تطورات المرض: «لازم يفحصوا نفسهم أول بأول ومتستهونوش بالألم أو الوجع، عشان ميحصلش أي تدهور أو انتشار».