لما بدا في الأفق نورُ مُحَمَّدٍ كالبدر في الإشراق عند كماله، نشر السلام على البرية كلها وأعاد فيها الأمن بعد زواله، واخْضَرَّ وجهُ الأرض ليلة وَضْعِهِ وانهَلَّ كلُ الغيث باستهلالهِ، نشَرَ السلام على البَرِيَةِ كلها وأعاد فيها الأمن بعد زواله، أخلاقه غزت القلوب بلطفها قبل اسْتِلال ِسيوفه ونباله
مافي البرية َقط ُّمثل محمد في حُسْن ِسيرته وسَمْح ِخصاله، ياأمة الهادي أقيموا شرعه وتمسكوا بحرامه وحلاله ، صوته الآخاذ والقوي و المتميز يطرب اذانك ويخطف قلبك عند ضبط المؤشر علي إذاعة القران الكريم، طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين، وتجعلهم يرددون بخشوع الشيخ سيد النقشبندي ، هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية في القرن، قالوا عنه وكان ذا قدرة فائقة في الإبتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان.
الشيخ سيد محمد النقشبندي أستاذ المداحين ولد عام 1920 ، وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني ، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات.
في عام 1966 كان الشيخ سيد النقشبندي بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة والتقي مصادفة بالإذاعي أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله.
السادات يطلب سماع النقشنبدى على ألحان بليغ حمدى
طلب السادات من بليغ ان يلحن للشيخ النقشبندي قائلا له ” انا عاوز اسمعك مع النقشبندي ” وذلك خلال خطبة احدي بنات الرئيس الراحل انور السادات وفي استراحته بالقناطر الخيرية وبالتحديد عام 1972 .
روي هذه الواقعة الإعلامي الراحل وجدي الحكيم قائلا كنت أحد المشاركين في صناعة ” مولاي اني ببابك ” الذي يعود في الأصل إلي الرئيس السادات حيث كان السادات عاشقا للإنشاد الديني بصوت سيد المداحين ” سيد النقشبندي ” ففي أثناء خطبة إحدي بنات السادات كان النقشبندي موجودا في الاحتفال وحضره ايضا بليغ وكنت أنا حاضرا كمسئول عن الاذاعة المصرية.
ويواصل الحكيم فإذا بالسادات ينادي علي بليغ ويقول له “أنا عاوز اسمعك مع النقشبندي” وكلفني انا بفتح استديو الإذاعة لهما وأن اهتم بإنهاء تلك المهمة، وأضاف الحكيم فإذا بالنقشبندي يقول لي “ما ينفعش ياحكيم أن أنشد علي الحان بليغ الراقصة”، حيث كان متعود علي الابتهال بدون موسيقي.
ذاع صيته فى بلدان عربية
كان النقشبندي مقرئًا للقرآن في محافظة الغربية بدلتا مصر، وكان مشهورًا بالابتهالات الدينية داخل محيطه الإقليمي، وذاع صيته في تلك المحافظة، وكان قريبًا من محافظةا الذي كان يستدعيه في بعض السهرات الصوفية للإنشاد، فبصوته الرائع كان يهيم بصوته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم؛ حتى إن المارة في الطريق كانوا يتزاحمون للاستماع إلى هذا الصوت الفريد في معدنه وأدائه؛ فكان صوته يروي الآذان والقلوب العطشى إلى ذلك الحب الإلهي.
حقق صيتا كبيرًا في العالم الإسلامي حيث زار العديد من أقطاره على رأسها دول الخليج وسوريا وإيران وعدد من دول المغرب واليمن، وفي الستينيات ذهب لأداء عمرة، وشدا بصوته بابتهالاته وأناشيده، وتصادف مرور مجموعة من المعتمرين الجزائريين المتعصبين فأوسعوا النقشبندي ضربا، ولولا دفاع مجموعة من المصريين عنه لكان في الأمور أشياء أخرى.
إذاعة ابتهالاته فى رمضان بالدول العربية
كما ترك تراثا كبيرا من الإنشاد ما زالت حتى اليوم غالبية الإذاعات العربية تذيعه خاصة في رمضان، وله بعض الابتهالات باستخدام الموسيقى، ونظرا لروعة إنشاد النقشبندي وقوة تأثيره في نفس مستمعيه قامت إحدى المخرجات المصريات بإنتاج بعض من ابتهالاته في رسوم كرتونية للأطفال حتى يتعايش هؤلاء الصغار مع هذه الظاهرة الصوتية والشعورية.
كما أثرى الشيخ النقشبندى مكتبات الإذاعة بعدد ضخم من الابتهالات والأناشيد والموشحات الدينية، وكان قارئًا للقرآن الكريم بطريقة مختلفة عن بقية قراء عصره، كما أحيا مئات الليالى في معظم الدول العربية.
اقرأ أيضا: