كتب: محمد عكاشة
بات لبنان، البلد الجميل والمشرق، ينزلق إلى قاع الهاوية، اقتصاد ينهار وأزمات تضرب الشعب اللبناني، أجبرته على الخروج والاحتجاج، فلا كهرباء ولا بنزين ولا أدوية، أشياء ضرورية بات الحصول عليها رفاهية.
ووسط هذا يلتهم لبنان سجال محتدم بين سعد الحريري رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة جديدة لإدارة البلاد، بالتنسيق مع رئيس البلاد ميشيل عون الذي سبق أن رفض تشكيل قديم مقدم من الحريري، فضلا عن سيطرة حزب الله على كثير من زمام الأمور في البلد الذي يعد بخير.
واكتظت الشوارع في بيروت والبقاع والشمال، محتجين على الوضع الاقتصادي السئ جدا في البلاد، خاصة مع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مقابل الليرة، حيث لامس الـ15000 ليرة اليوم، وتشير عديد التقارير الاقتصادية أن نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر.
شح البنزين:
تعاني العاصمة بيروت من شح كبير للبنزين، فلانزال محطات البنزين القليلة التي فتحت أبوابها اليوم الجمعة، تعاني من زحمة خانقة، إذ تراكمت طوابير السيارات حتي وصلن إلى كيلو مترات، بل أمضي كثير من المواطنين ليلتهم البارحة في السيارات، ينتظرون الحصول على كمية قليلة من البنزين.
مما عمل على زيادة الاضطرابات والمشاكل أمام محطات الوقود، ليتسبب إشكال في محطة في طرابلس بسقوط جرحى، بينما تسبب إشكال في محطة بنزين في أحدي بلدات بيروت بإطلاق نار بين المواطنين.
بدأت لبنان اليوم الأربعاء العمل بـ التسعيرة الجديدة للوقود التي وضعتها الدولة والتي أضافت إلى الأسعار زيادة جديدة بمحطات الوقود المحلية بالبلاد، حيث والتي ألزمت بها وزارة الطاقة والمياة اللبنانية أمس الثلاثاء جميع منافذ البيع بالتسعيرة الجديدة.
أسعار الوقود في لبنان:
بحسب التحديثات الجديدة التي وضعتها الطاقة والمياة اللبنانية ، فقد أوضحت أن الزيادة في سعر 20 لترا بنزين 95 و98 أوكتان بلغت 900 ليرة، بينما وصلت الزيادة الجديدة في اسعار المازوت إلى 1400 ليرة لبنانية، وانخفض سعر أنبوبة الغاز 300 ليرة لتسجل 25200 ليرة بالعملة اللبنانية.
وكان السوق اللبناني قد شهد خلال الفترة الأخيرة معاناة بنقص حاد في المحروقات، والمخزون لا يكفي سوى لأسبوع واحد، في حين أنّ الاحتياط الاستراتيجي يجب أن يكفي لشهر بحسب سبوتنيك .
يذكر أن مصرف لبنان المركزي كان قد أكد في أغسطس/ آب 2020، أنه لن يتمكن من دعم الوقود والقمح والدواء في ظل تناقص احتياطيات العملات الأجنبية، مشيرا إلى أنه أبلغ الحكومة بقيامه بإيقاف الدعم حينها لمنع نزول الاحتياطيات دون 17.5 مليار دولار.
محاولات تهريب البنزين:
وكانت قد أحبطت قوات الجيش اللبناني، تهريب كميات من الوقود بلغت 42 ألفا و750 لترا من المازوت و3 آلاف و850 لترا من البنزين، خلال الفترة من الخميس الماضي وحتى أمس الأحد.
وذكر الجيش اللبناني – في بيان اليوم الإثنين أن وحدات الجيش المنتشرة في البقاع والشمال، تمكنت من القبض على 7 مواطنين لبنانيين، وأجنبي سوري الجنسية، في أثناء عمليات التهريب والتي تضمنت أيضا طن من الأسمنت.
وأوضح أن المضبوطات تم تحميلها في 3 صهاريج و5 سيارات، مؤكدا أن المضبوطين تمت إحالتهم إلى القضاء المختص.
أزمة دواء:
دعا أصحاب الصيدليات في لبنان، بالتنسيق مع نقابة صيادلة لبنان، إلى إضراب مدني عام يومي الجمعة والسبت، اعتراضا على عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، وإلتزما بالدعوة أقفل عدد كبير من الصيدليات في لبنان، ولم يفتح أبوابه سوى عدد قليل جداً منها للظروف الطارئة.
تتفاقم الأزمة مع زيادة سعر صرف الليرة الليبنانية مقابل الدولار الذي وصل إلى 15000 ليرة، إذ يستورد لبنان أكثر من 80 بالمئة من أدويته بالدولار الأمريكي، وفي كثير من الأحيان بسعر مدعوم، لكن العملات الأجنبية تنفد من البنك المركزي.
من جهة أخرى ،حرصت منظمة القمصان البيض على تنظيم وقفة احتجاجية، بمبني وزراة الصحةـ صباح اليوم، ضمت تحالف من أطباء وصيادلة وأطباء الأسنان وممرضين ومخبريين.
والتزم المحتجون ارتداء الثوب الأبيض، وحملوا لافتات طالبت منظمة الصحة العالمية بالتعامل مع الجيش والصليب الأحمر والمراكز الجامعية، لانتشال الوضع الصحي من براثن الفساد فى القطاع الطبي، وتوفير الأدوية المستلزمات الطبية للمواطنين.
ووجه المحتجون نداءعاجل إلى منظمة الصحة العالمية لإدارة الوضع الطبي المتأزم، وطاليت بإرسال لجنة لتقصي الحقائق إلى لبنان للتحقيق في الوضع، بالتنسيق مع الجيش اللبناني والصليب الأحمر والمراكز الطبية الخاصة والمستشفيات الجامعية.
وطالب المحتجون أن يتم تدارك الفروق المالية في أسعار الدواء التي لازالت السعر الرسمي للدولار، مما يحمل المريض فوق طاقاته، فهو الذي يدفع الفرق، في ظل تفاقم سعر الدولار أمام الليرة، وأوضحوا أن محافظ بيروت رفع تقريرا للحكومة لتدارك الأمر، لكن النظام الروتيني آخر التنفيذ والمجلس البلدي لمدينة بيروت هو الذي يبت في الموضوع، متمنين أن تنفيذ هذا المطلب في أسرع وقت ممكن.
لبنان في قلب خطر شديد:
وحذر حسان دياب، رئيس حكومة تيسير الأعمال في لبنان، من وقوع البلاد في أزمات أكبر، إذ تتعامل الحكومة الأن مع أزمة اقتصادية حادة، على حسب قوله، مناشدا الدول الصديقة العمل على إنقاذ لبنان “قبل فوات الأوان”.
وقال دياب “ .”لبنان في قلب خطر شديد لابد أن تنقذوه الآن وقبل فوات الأوان”، محذرا من أن الندم الذي لن ينفع في المستقبل.
وأكد البنك الدولي على الوضع الاقتصادي المتأزم للبلد العربي، الذي تهشمه الخلافات السياسية، بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون بشأن تسمية وزراء الحكومة، موضحا أنه يعاني مما قد يكون أحد أسوأ الانهيارات الاقتصادية منذ نحو من 200 عام.
ويرأس دياب حكومة تسيير الأعمال منذ أحداث مرفأ بيروت، في 4 أغسطس،، التي أودت بحياة مئتي شخص من اللبنانين، وتسبب فب خسائر مالة فادحة وصلت لمليارات الدولارات.
إذ على مدى عشرة أشهر، فشل السياسيون اللبنانيون في الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة قد تُدخل إصلاحات جادة، البلاد بأمس الحاجة إليها.
ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن الأوضاع الاقتصادية بلبنان، قد تصل لأن يكون أكثر من نصف السكان الآن تحت خط الفقر.