كتبت – شروق هشام
غنمت امون حتشبسوت، هي ملكة حاكمة مصرية قديمة، وهي الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية ثم كملكة .
لم يكن سهلاً تنصيب حتشبسوت ملكة على مصر خاصةً فى ظل معارضة كهنة آمون لتولى امرأة حكم مصر رغم أنها مانت الوريثة الشرعية للحكم بترتيب أبناء الملك تحوتمس الأول .
واقترح الكهنة زواج حتشبسوت من أخيها الأصغر تحوتمس الثاني لتصبح مجرد زوجة ملكية بينما يحكم تحوتمس الثاني البلاد .
وقد تعلمت حتشبسوت الكثير فى إدارة البلاد فى تلك الفترة حيث كان زوجها هزيل ضعيف الشخصية وكانت تحكم هى من وراء الستار تحت اسمه ، إلى أن توفى وورث ابنه تحوتمس الثالث العرش.
اضطرت وقتها حتشبسوت لاقناع الجميع بحقها الشرعى والإلهى فى تولى الحكم ، فقد ألفت قصة تنص على لقاء روحاني حميم حدث بين أمها الملكة أحمس والإله أمون وتم إنجابها ، مما يعيطها الحق فى تولى حكم البلاد .
وتولى تحوتمس الثالث فترة قصيرة الحكم ، كانت حتشبسوت وقتها تكون حزباً من داعميها ، وكبر نفوذ الحزب حتى لم يستطع تحومتس الثالث الوقوف أمامه فسلم العرش لحتشبسوت وأصبحت حتشبسوت أقوى وأعظم ملكة مصرية على مر التاريخ .
تلقت حتشبسوت تعليماً عن علوم الأخلاق والسلوك الصحيح، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، والحساب والفلسفة، والطقوس الدينية، وقواعد اللغة والإنشاء.
لذلك أمرت بتعليم ابن زوجها تحوتمس الثالث كل فنون الحرب وإدارة الدولة وقد تولى الحكم بعد وفاتها خاصةً بعد زواجه من ابنتها (مريت رع حتشبسوت) ، مما أعطى له شرعية الحكم، وقد كان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر، وكون أول وأقوى امبراطورية مصرية عرفها التاريخ.
وكانت فترة حكم حتشبسوت قد اتسمت بالسلام والرفاهية، وتميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار، وتحت صولجان الفرعون المرأة استطاعت مصر أن تغتني وتزدهر، فقد أعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة، وخاصةً مناجم النحاس والملاخيت في شبه جزيرة سيناء، فقد كان قد توقف العمل في تلك المناجم في فترة حكم الهكسوس لمصر وما تلاه، ومازلنا نجد في سيناء لوحة عليها كتابة توثق هذا العمل، وتمجد ما فعلته.
واقرأ ايضاً