أكدت وزارة الخارجية السودانية، أهمية استكمال المفاوضات الثلاثية والجلوس على طاولة المفاوضات للعودة إلى مسود اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان، منعا لحدوث أي تهديدات مائية وتأثيرات سلبية على شعوب البلدان الأخرى.
وأرسلت الخارجية السودانية اليوم الأربعاء، تنويها لسفراء مجموعة الدول الأوروبية والأمريكتين المعتمدين بالخرطوم حول آخر تطورات مفاوضات سد النهضة وموقف الخرطوم منها.
وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية محمد شريف عبد الله “إن السودان هو أكثر الدول الأطراف تضررا من قيام السد في حال عدم التوصل لاتفاق ملزم حول عمليتي التعبئة والتشغيل”.
وأضاف أن بلاده ستستمر في جهودها لشرح موقفها والمخاطر، التي يتعرض لها مواطنوها ومنشآتها الاستراتيجية القائمة على مسار النيل الأزرق وعلى رأسها سد الروصيرص.
وأكد المسؤول السوداني التزام بلاده بوساطة الاتحاد الإفريقي ورغبته في أن تثمر اتفاقا ملزما يرضي جميع الأطراف وفقاً لأساليب جديدة يتم الاتفاق عليها، مع منح خبراء الاتحاد الإفريقي دوراً أكبر لتجسير الخلافات القائمة بين أطراف المفاوضات.
ويتفاوض السودان ومصر وإثيوبيا تحت مظلة الاتحاد الإفريقي حول أمور فنية وقانونية متعلقة بملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على رافد رئيسي لنهر النيل.
وقرر السودان عدم المشاركة في آخر اجتماع وزاري خاص بسد النهضة كان مقررا انعقاده في 21 نوفمبر الماضي.
مطالب الخرطوم
وتطالب الخرطوم بتغيير منهجية التفاوض، بما يمنح خبراء الاتحاد الإفريقي دوراً أكبر لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث.
ويعتقد المفاوضون السودانيون أن التفاوض حول سد النهضة على مستوى وزراء الري غير كافٍ، بما يستلزم إحالة الملف إلى الاتحاد الإفريقي ورؤساء الدول الثلاث بهدف توفير الدعم السياسي للوفود المتفاوضة حتى يحدث تقارب في المواقف.
كما يدعو وفد السودان إلى منح المراقبين من الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة، صفة وسطاء، غير أن مصر وإثيوبيا غير متحمستين لهذا الأمر.
ويتمسك كذلك بأن يتم التفاوض حول النقاط المختلف حولها وليس على القضايا كافة، وأن يستند التفاوض بشأن سد النهضة على إعلان المبادئ الموقع في 2015 .
ويتسبب مشروع سد النهضة في خلافات بين السودان ومصر وإثيوبيا، حيث تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب.
طريق مسدود
ويرى وزير الري السوداني الأسبق عثمان عتيق أن سبب انسحاب السودان هو السير على نفس الأسلوب القديم في المفاوضات, بالإضافة إلى وصولها إلى طريق مسدود وتمييع جدية المفاوضات منذ بضع سنوات.
وطالب عتيق السودان بإعطاء المختصيين دورًا أكبر لإنجاح التفاوض مشكليين من كل دول إقريقيا وليس إثيوبيا أو مصر فقط لإعطاء وجهات مشتركة وخبرة طويلة في هذا المجال لتخقيق عملية التقارب بين ال3 دول.
السيناريو القادم
ووصف الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الأفريقية – جامعة القاهرة، ونائب مدير مركز حوض النيل بالمعهد, الانسحاب السوداني بـ”الانسحاب التكتيكي”، لأنه عمليًا يرفع الضغط عن إثيوبيا في مسار المفاوضات الدبلوماسية الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وأكد شبانة في تصريح خاص لـ”أوان مصر” أن خروج السودان سيؤثر بشكل كبير في عرقلة المفاوضات, مشددًا على ضرورة عودة الخرطوم في أقرب فرصة ممكنة إلى طاولة المفاوضات.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن السودان طرف لابد منه في خضم المفاوضات المستمرة قرابة ال 10 سنوات، مستنكرًا رد فعل إثوبيا لما تدعيه من صراعات داخلية في إقليم تيجراي شمال البلاد.
وطالب شبانة أديس أبابا بوقف الإنشاءات والتشغيل لحين الوصول إلى مسودة متفق عليها من الدول الثلاث والخبراء والمختصيين وعودة الطرف السوداني، وإلا عودة الملف لمجلس الأمن الدولي.