«الملاية اللف» هي قطعة سوداء من القماش تلف بإحكام على الجسد لتضيق نوعا ما عند الخصر، ويرفع طرفها فوق الرأس كي لا تقع، مع الاستعانة ببعض الاكسسوارات اللازمة من برقع بقصبة نحاسية أو ذهبية أو فضية طويلة على الأنف ومنديل بأوية وخلخال وقبقاب تضيف نعومة وأنوثة للملاية اللف.
و تعتبر “الملاية اللف” أحد أهم ما تميرت به النساء فى مصر خلال النصف الأول من القرن الماضي، حتى أصبح الزي الرسمي لبنات البلد فى كافة الأحياء الشعبية من جنوب مصر حتى شمالها.
واهتمت بها الأعمال الفنية المختلفة حيث ظهرت فى العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرح، حيث ارتدتها معظم فنانات الزمن القديم فى هذه الأعمال، وكانت أبرزهم الفنانة تحية كاريوكا في بعض أفلامها مثل فيلم «شباب إمرأة ، المعلمة ، سمارة» كما انها قامت بإرتدائها في مهرجان «كان» أثناء مشاركة فيلمها (شباب إمرأة) في المهرجان عام 1956، لتجذب أنظار الحضور إليها بطريقة ذكية، ولا ننسى أيضا الفنانة هند رستم في فيلم “توحة” و شادية في “زقاق المدق” وغيرهن من نجمات الزمن الجميل.
وعن بداية ظهور الملاية اللف ، يختلف خبراء الأزياء فى هذا الأمر ، فيقال إن النساء فى الرومان هم أول من ارتدى “الملاية اللف” ، وانتقلت مع الوقت إلى البحر المتوسط، الى ان وصلت إلى مدينة الإسكندرية في العصر العثماني ، ثم انتقلت الملاية اللف بدورها مع باقي اكسسواراتها إلى المحافظات المصرية الأخرى من القاهرة إلى الفيوم والشرقية وغيرها.
ويقول عبد الرحمن الجبرتى عن الملايات اللف: إن مصر وتحديدا فى الدولة العثمانية كان بها محال لبيع الملايات اللف، من بينها “خان الملايات”، وكان شكل الملاية بالنسبة للفتيات يختلف كثيرا عن السيدات، فالملاية ذات القماش المطاطي اللامع مخصص للشابات، أما الملاية المصنوعة من القطن وغير اللامعة فهي من أجل السيدات، كما أن بنات المحافظات الساحلية اعتدن على ارتداء ملايات لف قصيرة يلفونها على خصرهن بطريقة ضيقة ومحكمة، بينما كانت بنات الدلتا ترتديها في هيئة أكثر وقارا.
وبعد أحداث ١٩٥٢، بدأ شكل الملابس يتغير تدريجيا، وخاصة بعد إصدار قرار بمنع ارتداء الطربوش بالنسبة إلى الرجال، والذي كان يرتديه أصحاب المناصب العليا والباشاوات وأبناء الطبقات الراقية، لتنشأ طبقة متوسطة يطغى على ملابس نسائها الزي الإفرنجي المناسب لحياة أكثر عملية مثل «البنطلون، الميني جيب والميكروجيب» عوضا عن الملاية اللف التي اختفت بدورها بين نساء تلك الطبقة، وبقت مقتصرة على نساء الطبقة الفقيرة من الشعب ومن هنا كانت بداية الاختفاء التدريجي للملايات اللف.
ومن الطرائف مقولة مصرية شهيرة ارتبطت بالملاية اللف و هي «أفرشلك الملاية»، وتدل تلك المقولة على التفرغ لمواجهة الخصم ومقارعته بالردح والعراك من خلال فرش الملاءة على الأرض والتربع فوقها.