كتبت – سماح عثمان
قال المهندس أحمد ماضي قائد إحدى الفصائل المكلفة بفتح ثغرة في الساتر الترابي بمنطقة الدرفسوار بحرب أكتوبر، كنت ضابط تابع للقوات الإحتياطية وقائد فصيلة فى الجيش المصري وقت الحرب بالكتيبة 20 مهندسين عسكريين والتى تتبع اللواء التاسع من سلاح المهندسين.
وأضاف ماضي في تصريح لـ”أوان مصر“، كلفت بفتح ممر في الساتر الترابي والذي كان ارتفاعه من 20 إلى 30متر وهو ملاصق لقناة السويس ولكي نصنع كبري تمر عليه الجنود والمعدات إلى الشاطئ الغربي للقناة ، كان يلزم عمل ممر في الساتر الترابي، والكوبري تكون فتحته في اتجاه هذه الفتحة والتى تأخذ الميل الطبيعي لصعود مركبة عسكرية عليها ، وذلك عن طريق عمل زاوية ميل خفيفة بحيث أن المركبة تمر وهذا الأمر كنا قد تدربنا عليه عن طريق فتحه بالمياه والتى تعتبر معجزة.
وسرد “ماضي” ذكريات صباح يوم السادس من أكتوبر، كنت أتجول فى الموقع ويرافقنى صف ضابط فقلت له لابد من أن نحدد النقطة التى سنعبر عليها فوراً لحظة إبلاغنا بالتحرك فوجدت وادي من العشب، وهو الذى فتحنا الممر عنده وكان طول القناة وقتها 180 متر ، ووجدنا بجانبنا ساتر ترابي بجانب قوات المهندسين وهو أعلى من خط بارليف ولكي تستطيع العبور على هذا الساتر فإن الميل يصل إلى 300 أو 400 متر، وعندها صعدت إلى ضابط من الاستطلاع ولديه نظارة مكبرة ويدون الاحداثيات التى تحدث في سيناء الآن “وقت الحرب” وعندما نظرت باستخدام “النظارة” وجدت ما لا أتوقعه من تحرك القوات فى كافة الأسلحة “مشاة وصاعقة وميكانيكا ومدفعية”.
فوجئت ببدء الحرب وتوقيت الظهر لم يحدث من قبل
وأكمل ماضي، نزلت مسرعا إلى جنودي في نقطتي وكان عددهم وقتها ” 30 جندي”، وجلسنا نخطط ما المطلوب من كل فرد منا وأثناء انهماكنا فى الحديث سمعت “طيران ومدفعية وضرب ” فارتبكت لأن المفروض أن يكون الحرب بعد أول ضوء من الليل أو الصباح ولكن في الظهر لم تحدث من قبل، وعندها اعتقدت إنها عملية اجهاض من العدو لما تخطط له القوات المصرية وهذا معناه أن العدو كشفنا فخرجت بمفردي فوجدت نقطة قوية رقم “6” محترقة ووجدت الجنود يهللون وهم يرفعون الأعلام وبقايا القوارب المطاط في القناة وهذا دليل على عبور القوات كما وجدت القوات تنتشر كالنمل على خط بارليف.
سلاح المهندسين أجبر إسرائيل على تقديم اتفاقية روجرز
وعن دور سلاح المهندسين، يكفى أننا أجبرنا اسرائيل على تقديم مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار وذلك من هول الخسائر التى لحقت بها لذلك أرسلوا “روجرز” وزير الخارجية الأمريكي؛ لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر ولكن السادات رفض هذا وكان وقتها نائبا للرئيس وعندما عاد الرئيس وافق على المبادرة لكى يتفرغ خلال هذه الثلاثة أشهر لعمل خط صواريخ على القناة لصد الهجوم الاسرائيلى بالطيران ونجح فى ذلك.