في ذكرى وفاة الأديب المصري الكبير الدكتور نجيب محفوظ، لس من الشخصيات العادية بل يُعد من الشخصيات الخارقة التي لم يكن لها مثيل، فـ هو أول أديب مصري إستطاع أن يكون له أهمية كبيرة في الأدب المصري، وذلك لأن له الكثير من الأعمال الهامة التي أثرت كثيرًا على الأدب العربي، وقد وصلت أعماله للخارج حتى إستطاع أن يكون أول مصريًا يحصل على الجاءزة العالمية «نوبل»، وحصل على الكثير من الجوائز واحتل الكثير من المناصب الهامة.
وولد العالم الكبير والأديب نجيب محفوظ في حي الجمالية في محافظة القاهرة عام 1911م، وكان والده «عبد العزيز إبراهيم»، موظفًا لم يقرأ كتابًا في حياته غير كتاب الله «القرآن الكريم»، ووالدته؛ «فاطمة مصطفى قشيشة»، ابنة الشيخ «مصطفى قشيشة»، عالم من علماء الأزهر الشريف، وكان نجيب محفوظ أصغر إخوته وعندما قامت ثورة 1919 كان عمره حينها لا يتجاوز الـ 7 سنوات وتذكرها في روايته «بين القصرين»، في أول ثلاثة أجزاء.
التحق محفوظ بجامعة القاهرة في 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.
حياته الشخصية
تزوج «نجيب محفوظ»، بعد ثورة 1952، من «عطية الله إبراهيم»، وقد أخفى خبر زواجه لـ فترة كبيرة تجاوزت الـ 10 سنوات، وكان عندما يسأله أحد عن عدم زواجه يخبره بأنه مشغول برعاية امه واخته الأرملة وأطفالها الصغار، وفي تلك الفترة كان دخله قد إزداد من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام، وكان أول من عرف بزواجه الشاعر «صلاح جاهين»، عندما تشاجرت ابنته «ام كلثوم» مع زميلة لها في المدرسة وحينها إنتشر الخبر بين المعارف والاصدقاء.
بدايته في الكتابة
وبدأ «نجيب محفوظ»، الكتابة في منتصف الثلاثينيات ونشر قصصه القصير في مجلة «الرسالة» عام 1923، نشر روايته الأولى «عبث الأقدار»، التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية، وبعدها نشر «كفاح طيبة».
وفي 1945 بدأ في خطه الروائي الواقعي، الذيث حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية «القاهرة الجديدة»، ثم «خان الخليلي»، ثم زقاق المدق»، وجرب الاديب المصري الواقعية النفسية في رواية «السراب»ولكن لم يظل فيها طويلًا ثم عاد إلى الواقعية الإجتماعية.
سبب توقف نجيب محفوظ عن الكتابة
توقف نجيب محفوظ عن الكتابة بعد «الثلاثية»، ودخل في حالة صمت أدبي، وانتقل خلاله من الواقعية الاجتماعية إلى الواقعية الرمزية، ثم بدأ نشر روايته الجديدة «أولاد حارتنا»، في جريدة الأهرام في 1959، وفيها استسلم نجيب لهواية استعمال الحكايات الكبرى من تاريخ الإنسانية في قراءة اللحظة السياسية، والاجتماعية لمصر ما بعد الثورة، ليطرح سؤال على رجال الثورة عن الطريق الذي يرغبون في السير فيه (طريق الفتوات أم طريق الحرافيش؟)، وأثارت الرواية ردود أفعالٍ قوية تسببت في وقف نشرها والتوجيه بعدم نشرها كاملة في مصر، رغم صدورها في 1967، في دار الآداب اللبنانية. جاءت ردود الفعل القوية من التفسيرات المباشرة للرموز الدينية في الرواية، وشخصياتها أمثال: الجبلاوي، أدهم، إدريس، جبل، رفاعة، قاسم، وعرفة. وشكل موت الجبلاوي فيها صدمة عقائدية لكثير من الأطراف الدينية.
التقدير النقدي
مع أنه بدأ الكتابة في وقتٍ مبكر، إلا أن نجيب محفوظ لم يلق اهتماماً حتى قرب نهاية الخمسينيات، فظل مُتجاهلاً من قبل النُقاد لما يُقارب خمسة عشر عاماً قبل أن يبدأ الاهتمام النقدي بأعماله في الظهور والتزايد. رغم ذلك، كتب سيد قطب عنه في مجلة «الرسالة» في 1944، وكان أول ناقد يتحدث عن رواية القاهرة الجديدة، واختلف مع صلاح الدين ذهني بسبب رواية كفاح طيبة. وكتب عنه محمد الجوادي، في ظلال السياسة: نجيب محفوظ الروائي بين المثالية والواقعية، وهو دراسة أدبية نقدية تحليلية. وكتبت عنه جريدة الحياة في ذكرى وفاته الثامنة: “من هو نجيب محفوظ”.
السفر إلى الخارج
عُرف عن الأديب نجيب محفوظ ميله الشديد لعدم السفر إلى الخارج، لدرجة أنه لم يحضر لاستلام جائزة نوبل، وأوفد ابنتيه لاستلامها. ومع ذلك فقد سافر ضمن وفد من الكتاب المصريين إلى كل من: اليمن، ويوغوسلافيا في مطلع الستينيات، ومرة أخرى إلى لندن لإجراء عملية جراحية في القلب عام 1989.
محاولة اغتياله
في 21 سبتمبر 1950 بدأ نشر رواية «أولاد حارتنا» مسلسلةً في جريدة الأهرام، وثم توقف النشر في 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية على “تطاوله على الذات الإلهية”، لم تُنشر الرواية كاملة في مصر في تلك الفترة، واقتُضي الأمر ثمان سنين أخرى حتى تظهر كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية، والتي طبعتها في بيروت عام 1967، وأُعيد نشر أولاد حارتنا في مصر، في عام 2006، عن طريق دار الشروق.
في أكتوبر 1995 طُعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله، لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل.
الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ
جائزة قوت القلوب الدمرداشية، رادوبيس، 1943
جائزة وزارة المعارف، كفاح طيبة، 1944.
جائزة مجمع اللغة العربية، خان الخليلي، 1946.
جائزة الدولة في الأدب، بين القصرين، 1957.
وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، 1962.
جائزة الدولة التقديرية في الآداب، 1968.
وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، 1972.
جائزة نوبل للآداب، 1988.
قلادة النيل العظمى، 1988.
الوسام الرئاسي وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة 1989.
جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، 1999.
العضوية الفخرية للأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، 2002.
جائزة كفافيس، 2004.
تمثال نجيب محفوظ في ميدان سفنكس
وقرر محافظ الجيزة في عام 2002 إنشاء تمثال لنجيب محفوظ مصنوع من البرونز بارتفاع 3 أمتار يجسد محفوظ وهو يحمل جرائد يسير بها في الشارع متكئا على عصاه. في البداية قررت اللجنة المشرقة وضع التمثال أمام بيت نجيب محفوظ على النيل، ولكن تراجعت عن الفكرة لصالح فكرة إقامته في الكيت كات، إلا أن بعض الجماعات الدينية رفضت وضع التمثال متعللين أن الميدان يطل على مسجد وجمعية شرعية، مما أثار حاجة من الجدل والاستهجان في الأوساط الثقافية، وانتهى الأمر بوضع التمثال في ميدان سفنكس، المهندسين، محافظة الجيزة.
وفي عام 2006 أصدر وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني قرار وزاري بتخصيص جزء من تكيّة محمد أبو الدهب بالأزهر لإنشاء متحف وقاعة باسم نجيب محفوظ، وسيضم المتحف مقتنيات نجيب محفوظ، ومكتبة تضم مؤلفاته، بالإضافة إلى قاعات عرض. إلا أن هذا المشروع تعطل لأكثر من 10 أعوام بسبب مشاكل وبسبب اعتراض وزارة الآثار على بعض أعمال التجهيز التي لا تتناسب مع مبنى أثري قديم، وقد يؤثر عليه. وفي عام 2015 قام وزير الثقافة حلمي النمنم بزيارة أعمال تجهيز المتحف، وصرح بأنه سيتم عمل افتتاح جزئي للمتحف خلال شهر ديسمبر 2017.