في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى وفاة المنتجة الشهيرة ماري كويني، والتي تعتبر واحدة من أهم منتجي مصر في أواخر العشرينات وحتى أواخر الخمسينيات في صناعة السينما المصرية، حيث أمدت صناعة الفن في مصر بالكثير من التطورات في ذلك الوقت، فلقد كانت من الفنانات الشاملة، حيث أنها منتجة وممثلة وكاتبة سيناريو .
وتُعد الفنانة الراحلة ماري كويني هى واحدة من القلائل الذين دعموا الفن في مصر، فهى صاحبة أول معمل ألوان في الشرق الوسط عام 1957، وقد مرت بفترة صعبة في حياتها حيث، أصيبت باكتئاب بعدما قرر رجال الثورة تأميم الاستوديو الخاص بها بعد أن قدم لصناعة السينما المصرية العديد من الأفلام الهامة، وأصيبت ماري كويني في آخر أيامها بمرض الشيخوخة، وهو ما أبعدها عن الساحة الفنية.
وتعتبر ماري من أسرة فنية وثقافية عريقة، حيث أن خالتها المنتجة والممثلة آسيا داغر، وكذلك عمها الصحفي أسعد داغر، والذي كان يعمل في جريدة الأهرام آنذاك، ودرست في مدرسة سان فنسان دي بول في القاهرة، وحصلت على شهادتها الدراسية منها، ولكنها سعت وراء التمثيل.
الحياة الفنية لـ ماري كويني
وبدأت ماري كويني حياتها الفنية في العمل في مجال المونتاج، واحترفت تركيب الصور وهو ما جعلها تقوم بعمل مونتاج العديد من الأفلام السينمائية التي أنتجتها شركة خالتها، ثم شكلت ماري مع خالتها آسيا شركة إنتاج “اللوتس”، وضمت معها المخرج والفنان أحمد جلال وقدموا العديد من الأعمال الفنية من خلال الشركة التي أصبحت من أشهر شركات الإنتاج في تاريخ السينما، وتولى الفنان أحمد جلال تثقيف ماري كويني حتى أصبحت تتحدث بالعامية المصرية، وتزوجها فيما بعد وأنجبت المخرج الشهير نادر جلال.
وقررا ماري وجلال إنشاء شركة إنتاج خاصة بهما، كما أسسا معاً ستوديو جلال، والذي يعتبر أول ستوديو لإنتاج الأفلام الملونة ومن أشهر هذه الأفلام فيلم “متمردة”، وشاركت ماري في حوالي 22 فيلمًا سينمائي كما قامت بإنتاج 25 فيلمًا ومونتاج 6 أفلام.
أفلام ماري كويني
يشار إلى أن فيلم “غادة الصحراء عُرض عام 1929، ودارت قصة الفيلم حول شيخ إحدى القبائل بالفتاة سلمى وفتاة من إحدى القبائل البدوية، ومخطوبة لابن عمها علي بن زيد، والذي يخطفها شيخ القبيلة ويتزوجها بالإكراه وتنجب منه طفلًا، بعد زمن تهرب سلمى بطفلها بمساعدة الخادم سليمان الذي تتضح نواياه الخبيثة عندما يحاول الاعتداء عليها، وتتخلص سلمى من شره بقتله وتواصل الهرب قاصدة ديار قبيلتها، والعمل من بطولة عبد السلام النابلسي وآسيا داغر، ومن إخراج وتأليف وداد عرفي.
ويأتي فيلم “وخز الضمير” الذي تم عرضه عام 1931، وتدور قصة الفيلم حول زواج أمين بك من امرأة أجنبية تدعى مارجريت، والتي تقيم العلاقات الغرامية مع الشبان، غير مبالية بزوجها، حتى تلتقي بفؤاد، وهو ابن أخ زوجها فتحاول الإيقاع به في شباك غرامها، تسعى ورائه إلا أنه يستنكر أن تكون له علاقة مع زوجة عمه، ويسعى لإتمام زواجه من سهام ابنة عمه، إلا أن زوجة العم تكيد لابنته لغيرتها منها، والعمل من بطولة عزيزة شوقي، عبد السلام النابلسي وآسيا داغر، وتأليف وإخراج إبراهيم لاما.