يعتقد المشاهدون أن الكوميديان لا يتوقف عن ضحك سواء أمام الشاشة أو في حياته العادية، لكن الحقيقة غير ذلك، وهو ما تخبرنا به حياة العديد منهم|، وعلى رأسهم الفنان عبد المنعم مدبولي الذي يوافق اليوم الإثنين، ٢٨ ديسمبر، يوم ميلاد عام 1921.
أسس “مدبولي” العديد من الفرق المسرحية مثل المسرح الحر عام 1952 والكوميدي 1963 والفنانين المتحدين 1966 والمدبوليزم 1975، ومارس التمثيل أكثر من 50 عاما ليشكل مدرسة كوميدية مستقلة في الضحك الراقي.
ظهرت موهبة “مدبولي” التمثيلية منذ المرحلة الابتدائية عندما تم ترشيحه ليقود الفرقة المسرحية بالمدرسة، لكنه بدأ تجربته في السينما في وقت متأخر، حيث شهد عام 1958 أول فيلم لمدبولي وهو “أيامي السعيدة”، وتوالت الأفلام بعد ذلك، ليبلغ رصيده السينمائي 150 فيلماً منها “ربع دستة أشرار”، “عالم مضحك جداً”، “غرام في أغسطس”، “مطاردة غرامية”، “المليونير المزيف”، “أشجع رجل في العالم”.
من أهم الأدوار التي أبدع فيها وظلت عالقة بذاكرة السينما فكانت للشخصيات التي لعبها في أفلام مثل: “الحفيد ـ مولد يا دنيا ـ إحنا بتوع الأتوبيس”، وكانت آخر أعماله السينمائية فيلم “أريد خلعا” مع الفنان أشرف عبد الباقي.
وفي التلفزيون، كانت أبرز أعماله مسلسلات “لا يا ابنتي العزيزة” و”أبنائي الأعزاء شكرا” المعروف بمسلسل “بابا عبده”، لقب بالعديد من الألقاب منها “بابا عبده، صانع الضحك”.
وفي لقاء تلفزيوني قديم مع الإعلامية هالة سرحان على قناة “دريم”، تحدث “مدبولي” عن نفسه قائلا: “اتولدت في حي باب الشعرية، كنا ٣ أخوات، وأنا كنت أصغرهم، وكنا في عيلة ملهاش عائل غير الأب الذي توفى، واتربينا بمعلقة مصدية، لما كنت في ابتدائي، كان زمايلي بيتخانقوا عشان ييجوا يقعدوا معايا”.
وتابع: “حياتي كانت مأساوية، ووالدي توفى وعمري ٦ شهور، وتربيت يتيم ومحروم، وعشت فترة طويلة أعاني من الفقر واليتم. دخلت معهد الفنون المسرحية عام ١٩٤٥، وكان زمايلي فيه فاتن حمامة وقعدت معانا سنة ونص واتجوزت، وعبد المنعم إبراهيم وعدلي كاسب ومحمود عزمي”.
ولفت إلى أن كل العاملين في الكوميديا “بيبقى وشهم كِشر في الحياة”، مضيفا: “إذا راح مننا إفيه يضحك، كأن الفنان أو المؤلف غرق في شبر مياه”.
رحل عبد المنعم مبدولي عن عالمنا يوم 9 يوليو 2006 متأثرا بمرض القلب عن عمر ناهز الـ 85 سنة.
اقرأ ايضا: