كتبت-منة عايد
تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر محمد الفيتوري وهو شاعر سوداني بارز، ويعتبر من رواد الشعر الحر الحديث، ويلقب بشاعر إفريقيا والعروبة. اسمه بالكامل محمد مفتاح رجب الفيتوري، ولد 24 نوفمبر 1936في مدينة الجنينة بالسودان، وتوفي 24 إبريل 2015 عن عمر يناهز 78 سنة في مدينة الرباط عاصمة المغرب، ووالده هو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري وهو ليبي، وكان خليفة صوفي في الطريقة الشاذلية، العروسية، الأسمرية. نشأ محمد الفيتوري في مدينة الإسكندرية بمصر وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى، ثم درس بالمعهد الديني وانتقل إلى القاهرة حيث تخرج في كلية العلوم بالأزهر الشريف. ويحتفل اليوم جوجل بذكرى ميلاد الـ 85 للشاعر محمد الفيتوري.
عمل الفيتوري محرراً أدبياً بالصحف المصرية والسودانية، وعين خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و 1970. ثم عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا. كما عمل مستشارًا وسفيرًا بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.
أسقطت عنه الحكومة السودانية في عام 1974 إبان عهد الرئيس جعفر نميري الجنسية السودانية وسحبت منه جواز السفر السوداني، لمعارضته النظام آنذاك، وتبنّته الجماهيرية الليبية وأصدرت له جواز سفر ليبي، وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي. أقام بعدها في المغرب مع زوجته المغربية رجات في ضاحية سيدي العابد، جنوب العاصمة المغربية الرباط. وفي عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي.
ومن اهم اعماله الادبية
الفيتوري يعبتر جزءًا من الحركة الأدبية العربية المعاصرة، ففي قصيدة «تحت الأمطار» نجد أنه يتحرر من الأغراض القديمة للشعر كالوصف والغزل، ويهجر الأوزان والقافية، ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها وغالبًا ما يركّز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية. ففي قصيدة معزوفة درويش متجول.
كتب الفيتوري عن الحرية والانعتاق ومناهضة القيود والاستبداد، والاعتزاز بالوطن منذ بداياته الشعرية، ففي قصيدة «أصبح الصبح» والتي تغنى بها المغني السوداني محمد وردي يقول:أ صبح الصبح ولا السجن فلا السجن ولا السجان باق، وإذا الفجر جناحان يرفان عليك، وإذا الحسن الذي كحل هاتيك المآقي التقى جيل البطولات بجيل التضحيات التقى كل شهيد قهر الظلم ومات بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات أبدا ما هنت يا سوداننا ويوما علينا بالذي أصبح شمساً في يدينا وغناء عاطرا تعدو به الريح، فتختال الهوينى وفي قصيدة أخرى يقول: كل الطغاة دُمىً ربما حسب الصنم، الدمية المستبدة وهو يعلق أوسمة الموت فوق صدور الرجال أنه بطلاً ما يزال.
من أهم جوائزه:
حصل محمد الفيتوري على «وسام الفاتح» الليبي، و «الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب» بالسودان .