كتبت-رنا تامر عادل
ماري كوري عالمة في الفيزياء والكيمياء، ليست فقط سيدة نوبل الأولى بل الوحيدة التي نالت الجائزة مرتين في مجالين مختلفين، في الفيزياء والكيمياء. وبفض مجهوداتها العلمية وأبحاثها في مجال النشاط الإشعاعي تمكنا اليوم من استخدام الأشعة السينية في كل المستشفيات حول العالم.
وُلدت ماري كوري في 7 نوفمبر عام 1867 في وارسو في بولندا، لأب كان يدرس الرياضيات والفيزياء، وقد طورت موهبتها العلمية في وقت مبكر. لكن جامعة وارسو في ذلك الوقت لم تكن تسمح بالتحاق الفتايات، فانتقلت كوري إلى باريس لدراسة الفيزياء في جامعة السوربون.
في عام 1895، تزوجت بيير كوري. واكتشفوا معًا عنصري البولونيوم (عنصر كيميائي له نشاط إشعاعي نادر) والراديوم (عنصر كيميائي مشع). وقامت ماري بعدة أبحاث على الأشعة المنبعثة من اليورانيوم، وقد اكتشفت أن الأشعة المنبعثة تبقى ثابتة بغض النظر عن شكل الذرة، ووضعت فرضية مفادُها أن الأشعة تنبعث من البنية الذرية للعنصر نفسه وليس من تفاعل حاصل بين الذرات. أسست هذه النظرية المجال المعروف ب”الفيزياء الذرية”، وأحدثت ماري مصطلحًا جديدًا يُدعى “النشاط الإشعاعي” يصف ظاهرة الإشعاع الناجم عن الذرة.
في عام 1903 حصلت كوري وزوجها بيير على جائزة نوبل في الفيزياء، وبذلك كانت أول امرأة تنال جائزة نوبل. واستخدم الزوجان كوري أموالهما المكتسبة من جائزة نوبل في استكمال أبحاثهما ودراساتهما، ولكن تُوفي زوجها في حادث مروع في عام 1906، وبعد وفاة حلت كوري محله في جامعة السوربون وأصبحت أول امرأة تعمل كبروفيسور في السوربون.
وواصلت كوري تحقيق الإنجازات الرائعة وحصلت على مختبر خاص بها في جامعة باريس. ثم في عام 1911، حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء. وحتي الآن هي الوحيدة التى فازت بجائزة نوبل في مجالين مختلفين من العلوم.
خلال الحرب العالمية الأولى، أنشئوا وحدات متنقلة للأشعة السينية يمكن نقلها إلى المستشفيات الميدانية في ساحات المعركة في فرنسا، وأطلق على هذه الوحدات “Little Curies”. بعد انتهاء الحرب عام 1918، عادت كوري إلى مختبرها لمواصلة العمل مع العناصر المشعة. ولكن تعرضها للإشعاع لوقت طويل أدي إلى موتها في 4 يوليو 1934، بعد أن أثبتت أن النساء يمكنهن تحقيق إنجازات علمية عظيمة. وحتى اليوم تستمر أبحاثها في إلهام كثير من العلماء والباحثين في جميع دول العالم.
اقرا ايضا:
في اليوم الوطني للتوعية بالسرطان 2020..ما هو العلاج الإشعاعي؟