انعقدت، اليوم الأربعاء، جلسة عبر تقنية الفيديو كونفرانس من قيادات الأزهر ، للحديث عن دور المؤسسات الدينية في تعزيز الاخوة الانسانية، وقد تحدث بعضاً من قيادات الأزهر عن المتعلقات الدينية بالوثيقة الإنسانية.
جاء ذلك خلال احتفالية الأزهر الافتراضية عبر الإنترنت باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، بمشاركة لفيف من علماء الأزهر والكنائس المصرية والعالمية والخبراء والأساتذة في مجال الأديان والقانون والاجتماع والإعلام والأدب، للحديث حول دور وثيقة الأخوة الإنسانية في إرساء السلام العالمي والعيش المشترك، ودور المؤسسات الدينية والدولية في تعزيز الأخوة الإنسانية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والسبعين اعتمدت ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية 4 فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية، حيث وقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان هذه الوثيقة التاريخية في أبو ظبي يوم 4 فبراير 2019.
برامج لنشر الوعي بأهمية الوثيقة
وقال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المجمع قام بعقد عدد من المنتديات واللقاءات التثقيفية المتعلقة بوثيقة الأخوة الإنسانية، وطرق تفعيلها في الواقع المعاصر؛ من خلال المشاركة مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، والتعاون مع الهيئات والجهات المختلفة، فضلًا عن تنفيذ مجموعة من البرامج؛ لنشر الوعي بأهمية الوثيقة ودورها في بناء الفكر الصحيح فيما يتعلق بالعلاقة مع الآخر وأتباع الديانات السماوية، ومواجهة المخاطر التي تهدد الفرد والمجتمع على المستوى النظري والتطبيقي، والعمل على تذليل العقبات كافة.
اقرأ أيضا: بعد غد.. شيخ الأزهر يشارك في المؤتمر الافتراضي للاحتفال بالتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية
وأضاف عياد خلال الجلسة الأولى والتي دارت حول ”دور قطاعات الأزهر في تعزيز الأخوة الإنسانية”، أنه في إطار مناقشة بنود الوثيقة بين الشباب نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف 6 ورش عمل تحمل عنوان: “حوار حول وثيقة الأخوة الإنسانية”، حضرها كثير من طلاب جامعات مصر المختلفة، وحاضر فيها مشرفو المرصد وشخصيات حكومية، ودارات النقاشات حول التعريف بوثيقة “الأخوة الإنسانية” وأهدافها وأهميتها، ودور الأزهر الشريف في ترسيخ قيمها، كما ناقشت الورش أهمية اعتماد ثقافة الحوار سبيلا للتفاهم وبناء الفرد والمجتمع.
بيت العائلة المصرية يعمل على تأكيد القيم العليا
من جانبه أوضح الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر، المنسق العام لبيت العائلة المصرية، أن وثيقة الأخوة الإنسانية تعد امتدادًا للنسق الفكري الأزهري الوسطي، الذي يقوم على احترام التعددية الدينية والمذهبية وقبول الآخر والعيش المشترك في سلام، مؤكدًا أن فكرة الأخوة الإنسانية متجذرة في الثقافة الأزهرية، مبينًا أن قوة العلاقات بين شركاء الوطن(الأزهر والكنيسة) يعد تطبيقًا عمليًّا لوثيقة الأخوة الإنسانية.
وبيَّن الأمير أن بيت العائلة المصرية يعمل على تأكيد القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، كما يعمل على بلورة خطاب جديد ينبثق منه أسلوب من التربية الخُلقية والفكرية بما يناسب الشباب والنشء، ويشجع على الانخراط العقلي في ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف.
الصعيدي: حرصنا على نشر الوثيقة وتطبيق بنودها في معاهد البعوث
من جانبها قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب: إننا عملنا على نشر وثيقة الأخوة الإنسانية وتعليمها لأجيالنا وغرس قيمها في نفوسهم، وكان ذلك من خلال جملة من المشاريع والبرامج، فقد حرصنا على نشر الوثيقة وتطبيق بنودها من خلال تطوير مناهج معاهد البعوث الإسلامية الخاصة بالوافدين؛ إذ كانت قيم الوثيقة حاضرة في كل المناهج، كما كان هناك منهج خاص بالثقافة الإسلامية للوافدين احتلت الوثيقة فيه وحدة كبيرة.
اقرأ أيضا: شيخ الأزهر: دعم الطلاب الوافدين ورعايتهم على رأس أولوياتنا
وأضافت الصعيدي، أنه كان هناك سلسلة التحفة الأزهرية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها جاءت وثيقة الأخوة الإنسانية حاضرة في المستوى الخامس منها، وكذلك كانت هناك الأنشطة والندوات والرحلات والمعارض والمسابقات التي يعقدها المركز؛ لإظهار قيم التسامح والتخلص من السلوكيات السلبية تجاه الآخر، كما خصص مكان في المعاهد باسم ملتقى الأخوة الإنسانية؛ ليكون منطلقًا لاجتماعات الطلاب حول الوثيقة ودراستها والنقاش حولها وتفعيلها، فضلًا عن ملتقى شهري للطلاب الوافدين تحت عنوان: ملتقى الأخوة الإنسانية.
العالم في أشد الحاجة لتطبيق وثيقة الأخوة الإنسانية
قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إن العالم اليوم في أشد الحاجة لتطبيق وثيقة الأخوة الإنسانية، وأنه لن يكون هناك سلام عالمي إلا بتطبيق مبدأ المواطنة، ولن يكون ذلك إلا بتكاتف الجهود، وقد عقد الأزهرُ مؤتمرًا عالميًّا عن المواطنة، وكان من أهم توصياته رفض مصطلح الأقلية الذي يدعو إلى الانعزالية والتهميش، والمطالبةُ بأن يكون المصطلحُ البديل هو مصطلح المواطنة ، بمعنى أنَّ الجميع في الوطن سواء، وأن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة 4 فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية يعد تتويجًا لجهود فضيلة الإمام الأكبر وقداسة بابا الفاتيكان.
وأوضح الدكتور المحرصاوي خلال كلمته بالجلسة الرئيسة في احتفال الأزهر باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، أن شيخ الأزهر دعا في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام بحضور بابا الفاتيكان إلى التعاون في ترسيخ فلسفة العيش المشترك واحترام عقائد الآخرين، وتوجهت جهود الأزهر في الأمر بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين الإمام الأكبر والبابا فرنسيس في 4 فبراير 2019 في الإمارات، من أجل الدعوة إلى الاندماج الإيجابي ، والتعايش السلمي ، وقبول الآخر ، ونشر ثقافة المحبة والسلام والتسامح والألفة ، ونشر فكر وثقافة الحوار ، ونبذ ثقافة العنف والكراهية ، وتطبيق مبدأ المواطنة بين البشر دون تمييز عقدي أو جنسي أو لغوي .
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تم تشكيلها لتحقيق أهداف هذه الوثيقة وقد اختارت اللجنة موعدًا مهمًّا لعقد أول اجتماع لها حيث كان في الحادي عشر من سبتمبر عام 2019، حيث هناك رمزية في اختيار هذا التوقيت، وهي أنه إذا كان هناك من خص هذا التوقيت سابقًا ليكون دعوة إلى الموت: فيزهق الأرواح، ويريق الدماء، وينشر الفزع والخوف بين الناس، فلسان حالنا يقول: إننا عقدنا اجتماعنا الأول في هذا التوقيت ليكون دعوة إلى الحياة والسلام العالمي والأخوة الإنسانية.