كتبت-اماني الشيخ
ثلاث سنوات مرت على ذكرى ملحمة البطولة والتضحية والفداء للوطن لحماية مقدراته من كل أعدائه ، 16 شهيداً دفعوا حياتهم ثمناً لتصدى لمخطط إرهابى هدف الى تنفيذ سلسلة من الأعمال الإرهابية.. شهداء ملحمة الواحات سطروا بأجسادهم حروف من نور ودمائهم الطاهرة روت الأرض .
ذكراهم تظل محفورة فى وجدان الشعب المصرى وزملائهم، خاصة عن رسالتهم النبيلة فى التضحية بالغالى والنفيس من أجل وطنهم 20 أكتوبر 2017 كان يوم الملحمة فى معركة إستمرت عده ساعات بين رجال الشرطة والعناصر الإرهابية و إنتهت بسقوط 16 شهيداً و إصابة آخرين ، حاول العناصر الإرهابية الفرار ولكن الشرطة والقوات المسلحة ” عمليات المهام الخاصة” نجحوا فى إصطيادهم ومنع محاولهم هروبهم الى الأراضى الليبية والذى ساهم تضحياتهم فى إحباط واحدة من أكبر المخططات ضد البلاد فضلاً عن القبض على عدد من الإرهابيين وعلى رأسهم هشام العشماوى والمسمارى والذى صدر بحقهما أحكام بالإعدام.
ورغم مرور 3 سنوات تظل ذكراهم العطرة وبطولاتهم الخالدة فى وجدان الشعب المصرى حيث منذ الصباح اليوم الثلاثاء 20اكتوبر 2020 ، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى أسماء وصور الشهداء بالإضافة الى تناول ذكراهم عن تضحياتهم .
من جانبه قال نور نجل الشهيد عميد «امتياز كامل»، أنه لم يعرف بإستشهاد والده إلا بعد الحادث بيوم، برغم علمه بإستشهاد النقيب “إسلام مشهور” الذي كان برفقة والده في الدورية، مضيفًا: «كنت كل ما أسأل حد عنه يقولي إنه بخير، ورحت زرته في مستشفى الشرطة بالعجوزة وبلغوني إنه كويس، وتاني يوم صحيت على مكالمة تفيد بإستشهاد والدي».
وأكمل: “والدي إتصل بيا قبل إستشهاده بيوم، وقالي إتصل بيا بكرة إطمن عليا، ودي كان أول مرة في حياته يقولي الكلام ده، مؤكدًا أن قلبه إطمأن حينما سمع خبر القبض على هشام عشماوي المتسبب الرئيسي في الحادث وباقى أعضاء التنظيم، مشير اً إلى أن الفرحة الكبيرة والإنتصار بعد ما الإرهاب ينتهي من مصر خالص.
قال اللواء محمد مشهور، والد الشهيد نقيب إسلام مشهور، إن ثأر القوات المسلحة والشرطة من الإرهابيين الخونة أثلج صدره، لافتًا إلى أن القضاء على العناصر الإرهابية المتورطة في حادث الواحات البحرية يؤكد أن القيادة السياسية قادرة من خلال رجال الجيش والشرطة على استعادة حق أبنائها من الشهداء وحماية الوطن.
وضمت قائمة الشهداء : الذكري السنويه الثالثه لشهداء حادث الواحات الإرهابي ذكرى إستشهاد كل من : العميد امتياز إسحاق ، مقدم أحمد فايز ، المقدم أحمد جاد الله جميل ، المقدم محمد وحيد حبشي ،الرائد محمد عبد الفتاح سليمان ،الرائد أحمد عبد الباسط، النقيب كريم محمد أسامة فرحات، النقيب أحمد طارق أحمد زيدان، النقيب إسلام مشهور، النقيب عمرو صلاح الدين محمد، النقيب أحمد شوشة، النقيب شرطة أنورالدبركى، مجند بطرس سليمان مسعود، مجند محمود ناصر رجب، مجند حسن زين العابدين محمد، مجند عمر فرغلى أحمد.
تحل اليوم ذكرى ملحمة حادث الواحات الإرهابى الذى أسفر عن إستشهاد 16 من رجال الشرطة وإصابة أخرين خلال إحباط مخطط ارهابى لهدم الدولة المصرية.
يعد عبد الرحيم محمد مسماري، الإرهابى الليبي الذى تم القبض عليه أثناء ملاحقة العناصر الإرهابية بعمق الصحراء الغربية أحد أهم المكاسب، خاصة أنه يعد بمثابة كنز معلوماتى كبير، أفصح عن بعضها حيث أكد دخوله مصر مع 14 شخصًا من جنوب درنة، فتنقلوا بين عدة محافظات بالصعيد، منها الظهير الصحراوى لمحافظات قنا وسوهاج وأسيوط، قبل الإستقرار بمنطقة الواحات فى شهر يناير 2017، وأمضت المجموعة 10 أشهر فى المنطقة ،إنضم إليها خلال هذه الفتره 6 عناصر جديدة، وهم المجموعة التى نفذت هجوم دير الأنبا صموئيل بالمنيا، أما بالنسبة لتفاصيل هجوم الواحات، فقال أنه فى يوم 20 أكتوبر 2017 رصد أحد عناصر المجموعة القوة الأمنية المصرية وهى تقترب من مكان تواجدهم، فأمر الشيخ “حاتم” بالإشتباك معهم مما أسفر عن قتل أحد أعضاء المجموعة وإصابة إثنين، وإستشهاد عدد من الضباط، بعد ذلك هرب مع آخرين باتجاه ليبيا ليظهر أمامهم 4 سيارات جيب تابعة للأمن المصرى على بُعد 80 كيلومتر تقريبًا من موقع الحادث، فحاولوا مواجهتهم بدايةً لولا أن أغارت عليهم بعض الطائرات المصرية، فقُتل أغلب أعضاء التنظيم، وفر الباقون إلى الصحراء حيثُ ماتوا ولم يبقَ سواه على قيد الحياة، وما لبثت قوات الأمن أن قبضت عليه.
وفى يونيو 2020نفذ حكم الإعدام على الليبي عبدالرحيم المسماري ، العقل المدبر لحادث الواحات في 2017 .
وكشفت التحقيقات أن المتهم الرئيسى فى حادث الواحات الإرهابية القيادى عبد الرحيم محمد عبد الله المسمارى “ليبى الجنسية ” تدرب وعمل تحت قيادة الإرهابى المصرى المتوفى عماد الدين أحمد وشارك فى العملية الإرهابية التى إستهدفت رجال الشرطة بالواحات واختطاف النقيب محمد الحايس ، وتبين من التحقيق أن المتهم المسمارى تلقى تدريبات بمعسكرات داخل الأراضى الليبية وكيفية إستخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات وتسلل لمصر لتأسيس معسكر تدريب بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى تمهيداً لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه دور العيادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية.
ويعتبر “هشام عشماوي” العقل المدبر لحادث الواحات، حيث ظن الإرهابى الأخطر أنه فى مأمن عن رجال الأمن وسرعان ما سقط، وتم ترحيله من ليبيا لمصر، حيث ينتظر الحكم عليه فى أول ديسمبر المقبل، بعدما قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بطرة، مد أجل النطق بالحكم على هشام عشماوى و207 متهمين من عناصر تنظيم “بيت المقدس”، لإرتكابهم 54 جريمة، تضمنت إغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة إغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة، نطق بالحكم فى ديمسبر 2019وصدر الحكم ضده واخرين بالإعدام وتم تنفيذ الحكم فى يوم 4 مارس 2020 .
وقالت سحر السيد، زوجة الشهيد إمتياز : كنت واثقة أن القصاص لزوجي وجميع من أستشهدوا سيتحقق، وهو ما حدث الحمدلله.. فكل الذين دبروا لهذا العمل الإرهابي بما فيهم عشماوي لقوا مصيرهم الذي إستحقوه”.
وكانت وزارة الداخلية أكدت فى 20 اكتوبر 2017، ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة المتورطة فى المواجهات مع القوات الشرطية بالمنطقة الصحراوية المتاخمة لطريق (أكتوبر/الواحات) وتوجيه ضربة قاصمة لأحد مواقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية بتاريخ 31 أكتوبر 2017 بالاشتراك مع أبطال القوات المسلحة والتى أسفرت عن مصرع جميع تلك العناصر (15 عنصر) وهروب آخر وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة (مدفع مضاد للطائرات – سلاح متعدد خاص بالمدرعات – قواذف وقذائف RPG – رشاشات وبنادق آلية وخرطوش – طبنجات – قنابل F1 – كمية كبيرة من الذخائر متنوعة الأعيرة).
وأضافت الداخلية فى بيانها عن واصلت الأجهزة الأمنية جهودها بالتنسيق مع القوات المسلحة فى تنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة من خلال التوسع فى عمليات تمشيط المنطقة الصحراوية المشار إليها والمناطق المتاخمة لها وتتبع خطوط سير العنصر الهارب بإستخدام الأساليب التقنية الحديثة.. حيث أمكن ضبطه وتبين أنه ليبى الجنسية ويدعى/ عبدالرحيم محمد عبدالله المسمارى (مواليد 5/10/1992 – يقيم بمدينة درنة بليبيا).
وقد كشفت عمليات البحث والتحرى عن الأبعاد التنظيمية لتحرك عناصر البؤرة المشار إليها إذ بدأوا تكوينها بمدينة درنة الليبية بقيادة الإرهابى المصرى المتوفى/ عماد الدين أحمد محمود عبدالحميد (الذى لقى مصرعه فى القصف الجوى للبؤرة) وتلقيهم تدريبات بمعسكرات داخل الأراضى الليبية على إستخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات.. وقيامهم بالتسلل للبلاد لتأسيس معسكر تدريبى بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى تمهيداً لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية الوشيكة تجاه دورالعبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية فى إطار مخططهم لزعزعة الإستقرار بالبلاد.
كما أشارت معلومات قطاع الأمن الوطنى إلى إضطلاع عناصر هذه البؤرة بإستقطاب ( 29 ) من العناصر التى تعتنق الأفكار التكفيرية بمحافظتى ( الجيزة – القليوبية ) تمهيداً لإلحاق بعضهم ضمن عناصر هذا التنظيم وتولى البعض الآخر تدبير ونقل الدعم اللوجيستى لموقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية حيث أمكن ضبطهم جميعاً عقب تتبع خطوط سيرهم وتحديد أوكار إختبائهم.
كما أكدت المعلومات تورط بعض عناصر البؤرة المشار إليها فى تنفيذ حادث إستهداف حافلة تقل بعض المواطنين الأقباط أثناء توجههم لدير الأنبا صموئيل بالمنيا بتاريخ 26 مايو 2017 إذ أثبت الفحص الفنى سابقة إستخدام بعض الأسلحة المضبوطة فى تنفيذ ذلك الحادث .
وقد عكست المعلومات والمعطيات أن جهود تتبع العناصر الإرهابية المشار إليها والتى أسفرت عن القضاء عليهم وضبط المرتبطين بهم.. أدت إلى إجهاض مخطط إرهابى موسع يستهدف العديد من المنشآت الهامة والحيوية ودور العبادة المسيحية بهدف زعزعة أمن وإستقرار البلاد .
تم إتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة وتوالى نيابة أمن الدولة العليا مباشرة التحقيقات .
وتؤكد وزارة الداخلية على مواصلة جهودها لحماية الشعب المصرى وإجهاض كافة المحاولات الرامية إلى النيل من إستقرار البلاد وأمنها مهما كلفها ذلك من تضحيات.
اقرأ أيضا :