كتبت _ياسمين أحمد
عُرفت بأنها أكثر امرأة ثراء وتمكنت من جني ثروة كبيرة لدرجة إقراضها المال لحكومة مدينتها نيويورك، لكنها بخيلة لدرجة أنها تفضل الموت على إنفاق قرش واحد.
ولدت “هيتي غرين” عام 1834 في نيويورك لرجل أعمال ثري جدا، وفي سن الثانية انتقلت هيتي للعيش مع جدها بسبب مرض والدتها، ورباها جدها على حب المال والحرص عليه، عملت هيتي في شركات واستثمارات عائلتها الثرية، وبدأت علامات البخل بالظهور عليها ففي مراهقتها أهداها والدها ملابس جميلة لترتديها فما كان منها إلا أن باعتها واستثمرت أموالها، وفي وقت لاحق توفي والدها وورثت منه أموالا طائلة لكن مظاهر بخلها تعمقت أكثر فأكثر، فكانت المليونيرة لا تغتسل بالماء الساخن، حتى لا تتكلف ثمن تسخينه ولا تغسل إلا الأماكن المتسخة من ثيابها، لتوفير المياه وثمن الصابون كما ارتدت رداء أسود لم تغيره إلا عندما أصبح باليا تماما.
رغم تكدس المال بأرصدتها البنكية إلا أن هيتي البخيلة كانت شرهة لجمع المزيد منه، ففي أحد الأيام توفت عمتها التي أوصت أن يتم التبرع بمليوني دولار للأعمال الخيرية، فسمعت هيتي بالأمر وأصيبت بالجنون وقررت أن تستولي على المال بأي طريقة فـ ادعت أن وصية عمتها مزورة، وأخرجت للسلطات وصية أخرى مدعية أن عمتها أوصت بالمال لها وبتلك الطريقة استولت على المال، واستمرت ثروة هيتي بالازدياد لدرجة أن مدينة نيويورك استدانت منها ملايين الدولارات في عدة مناسبات، خصوصا خلال الركود الاقتصادي عام 1907 لكن بالرغم منأنها تلعب بالملايين، كانت هيتي تسافر آلاف الأميال بمفردها لتحصيل دين من أحدهم، لا يزيد بضعة مئات من الدولارات.
وصل البخل بـ هيتي حد تفضيلها فقدان حياة أحد أولادها على أن تدفع المال لعلاجه، ففي أحد الأيام أصيب ابنها بكسر في قدمه فأخذته لعيادة خيرية تعالج الفقراء مجانا، ولأن الأطباء علموا أنها من أغنى أغنياء العالم رفضوا معالجة ابنها، وطلبوا منها أن تذهب لمكان آخر للعلاج، فما كان من هيتي إلا أن تركت ابنها من دون علاج، حتى أصيب بالغرغرينا وتوفي، ولم يكن بخلها سبب في وفاة ابنها فحسب بل وفاتها هي أيضا، فقيل إن طباختها طلبت زيادة على راتبها الشحيح فانفعلت هيتي وتشاجرت معها، وأصيبت بالجطة وتوفت، وقدرت ثروة هيتي بعد وفاتها ما بين 100 إلى 200 مليون دولار، أي ما يعادب 3 مليارات في الوقت الحالي.
اقرأ أيضا:
أيهما أكثر عرضة لعدوى كورونا أصحاب البشرة السوداء أم البيضاء؟.. دراسة تجيب