كتبت – ياسمين أحمد
الشيخ العربي التبسي أحد أعمدة الإصلاح في الجزائر، احتل الصدارة العلمية بعد وفاة “عبد الحميد بن باديس” ونفي البشير الإبراهيمي، والشيخ العربي من مدينة تسبة الجزائرية ولد فيها عام 1903، وقام أهله بإرساله إلى مدينة نفطة بالجنوب التونسي عام 1910، ليلتحق بزاوية الشيخ مصطفى بن عزوز، وفيها أتقن حفظ القرآن الكريم وأخذ مبادئ النحو والصرف والفقه والتوحيد.
انتقل الشيخ العربي بعدها إلى تونس العاصمة، لإكمال دراسته في جتمع الزيتونة المعمور وينال منه الشهادة الأهلية ثم إلى الأزهر بالقاهرة، وبعد نحو عشرين عاما من التحصيل العلمي عاد الشيخ العربي إلى الجزائر، ليبدأ عمله الإصلاحي بالتدريس والخطابة.
أسهمت جهوده الدعوية مع مساعدة العلماء والمصلحين في الدفاع عن الهوية الإسلامية في وجه محاولات الإدارة الفرنسية في طمسها وفرض اللغة الفرنسية بديلا عن العربية، كان من الأعضاء البارزين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أسست سنة 1931 وكغيره من زعماء الحركة الإصلاحية واجه الشيخ العربي مضايقات شديدة من المستعمر الفرنسي.
عند اندلاع ثورة التحرير الجزائرية عام 1954 تجند الشيخ لإسنادها ماديا ومعنويا وشجع الشباب للالتحاق بها، إلا أن شعبيته أزعجت سلطات الاحتلال فسعت لاستمالته وإقناعه لتهدئة الثوار، وحث الشعب على احتضانهم لكنه رفض، وقامت مجموعة إرهابية فرنسية باختطافه من بيته في شهر أبريل عام 1975، ويُقال أنها منظمة “اليد الحمراء” التي اقتادته إلى مكان مجهول.
يقول المؤرخون بحسب شهادة أحد المجاهدين إن اليد الحمراء قامت بقتل الشيخ العربي التبسي، ثم وضعت جثته في قدر سكبت في زيت السيارات ممزوجا بالإسفلت، وأوقدت تحته نارا ولما بلغت درجة الغليان أذابت الجثة فيها، لمحوها من الوجود وطمس معالم جريمتها إلى الأبد انتقاما من الشيخ وعقابا له على صموده في وجه فرنسا