المنيا – محمد علي عبد المنعم
“هاجر عايد”، طالبة أصبحت فخر محافظة المنيا بعد نجاحها في تحطيم كل العوائق المادية التي تعرضت لها بسبب ظروف أسرتها المعيشية الصعبة، فلم يستطيع والدها عامل خدمات بمدرسة ابتدائي إلحاقها بالتعليم حينما كان عمرها 6 سنوات، فُحرمت من هذا الحق، وأصبحت من المتسربات.
كفاح لتحقيق الحلم
وفي عمر 8 سنوات ألتحقت بمدارس التعليم المجتمعي التي تهتم في الأساس بمحو أمية المتسربين من التعليم، لتثبت تميزها وتفوقها في جميع المراحل التعليمية، وكللت رحلة الكفاح والصبر بحصولها علي مجموع كبير في الثانوية العامة، مكنها من الالتحاق بكلية الطب بجامعة المنيا.
وقالت هاجر لـ «أوان مصر»، إنها إلتحقت بمدرسة الفصل الواحد للتعليم المجتمعي بعد أن حُرمت من التعليم لمدة عامين لعدم قدرة والدها على تحمل نفقات الدراسة، خاصة أن أسرتها تضم 6 أشقاء، فأصرت على الاجتهاد والمثابرة لتحقيق أمنيتها في الالتحاق بكلية الطب.
وأضافت الطالبة أنها بعد التحاقها بالثانوية كانت تذاكر دروسها عدة مرات، خاصة أن النظام الجديد للثانوية جيد ويعتمد على الفهم وليس الحفظ والتلقين، مؤكدة أنها حرصت على تحقيق حلمها وأسرتها بالتفوق حتى الالتحاق بكلية الطب، ووجهت الشكر لكل من ساندها بداية من الأسرة ومعلميها بمراحل التعليم المختلفة.
وعبر والد هاجر عن فخره بابنته ودعمه الكامل لمسيرتها التعليمية، موضحًا أنه عامل خدمات بمدرسة «دعبس الابتدائية» بأبوقرقاص، وقبل نحو 13 عاما لم يتمكن من إلحاق ابنته بالمدرسة لظروفه المادية الصعبة.
لظروف المعيشية خاضت المعركة بمبالغ رمزية
وأشار الأب إلى أنه بعد مرور عامين التحقت «هاجر» بمدرسة الفصل الواحد، بمبالغ رمزية، وخلال مراحل تعليمها تمكنت من حفظ القرآن الكريم كاملا، وفي عام 2011 أصيب جميع أفراد أسرته بفيروس «سي» الكبدي، وكانت من بينهم ابنته، فاضطر لبيع قطعة أرض ملكه لعلاج أبنائه، وفي أثناء رحلة العلاج التي كبدته كل أمواله أصرت الابنة على استكمال تعليمها، حتى تلتحق بكلية الطب لتعالج المرضى البسطاء ومحدودي الدخل.
وقال محمد محمود، عم الطالبة، إن هاجر خاضت تجربة تحدٍ لواقع مرير وأوضاع معيشية.
وكرم “بهاء حسن”، مدير الإدارة التعليمية بمركز أبوقرقاص، الطالبة هاجر عايد محمود، خريجة مدرسة صديقة الفتيات، الحاصلة على مجموع 91.83 %، بالثانوية العامة شعبة العلمي علوم.