أزمة الكهرباء في لبنان/ يعاني البلد المشرق الجميل من أزمة حادة في توليد الكهرباء، خاصة بعد حل الظلام الدامس على بيروت، مساء السبت الماضي، في تصاعد حاد لأزمة الطاقة التي يعاني منها الشعب الشقيق.
فقد شهد السوق اللبناني خلال الفترة الأخيرة معاناة بنقص حاد في المحروقات والوقود، مما أنذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد الذي يترنح بشكل كبير.
وكان قد أعلن أن مصرف لبنان المركزي في أغسطس2020، أنه لن يتمكن من دعم الوقود والقمح والدواء في ظل تناقص احتياطيات العملات الأجنبية، مشيرا إلى أنه أبلغ الحكومة بقيامه بإيقاف الدعم حينها لمنع نزول الاحتياطيات دون 17.5 مليار دولار.
أزمة الكهرباء في لبنان
قال السياسي اللبناني، الدكتور محمد سعيد الرز، في تصريحات خاصة لـ أوان مصر، إن أزمة الكهرباء في لبنان هي ام الأزمات.
وأوضح أن تلك الأزمة راكمت على الخزينة اللبنانية نصف الدين العام البالغ 100 مليار دولار، مؤكدا على حد وصفه أنها مغارة فساد، يتحمل مسؤوليتها كل من تولى وزارة الطاقة في لبنان منذ ثلاثين سنة حتى الآن.
وأشار إلى أن ممثلي التيار العوني – نسبة إلى ميشيل عون رئيس البلاد- وأبرزهم جبران باسيل، تولوا وزارة الكهرباء لمدة 11 سنة متتالية تراجعت خلالها هذه المؤسسة 100 بالمئة عن تقديم خدماتها، لتصل اليوم تحديدا إلى دخول لبنان في العتمة الشاملة.
وتابع الرز في تصريحات خاصة لـ أوان مصر، أن إضعاف مؤسسة كهرباء لبنان، كان مقصودا لخدمة المصالح الخاصة للطبقة الحاكمة.
وأكد أن العمولات تجاوزت 30 مليون دولار فيما تعزز دور المولدات الخاصة داخل الأحياء على حساب المؤسسة الوطنية ومعروف ان أصحاب هذه المولدات مدعومين من الطبقة الفاسدة.
عروض مصر وإيران وروسيا والصين
وحول المساعي الإقليمية والدولية لمساعدة بيروت في تخطى الأزمة، قال الرز في تصريحات خاصة لـ أوان مصر، أنه تقدمت أكثر من جهة دولية وعربية لإنشاء محطات لتوليد الكهرباء في لبنان.
وأوضح أنه من بين هذه الدول مصر، التي عرضت على الحكومة اللبنانية مشروعا لإنشاء محطتين خلال أقل من سنتين، وبكلفة متدنية تصل إلى ملياري دولار، مدفوع بتسهيلات في الدفع يستطيع معها لبنان إنارة كل مناطقه 24 ساعة وبيع الفائض للدول المجاورة.
وتابع “لكن وزير الطاقة حينها جبران باسيل، رفض العرض المصري واستاجر أربع بواخر تركية لتوليد الكهرباء لمدة أربع سنوات بمبلغ 4 مليار ونصف المليار دولار، لتكون فضيحة كشفت عنها وسائل الإعلام بالوثائق، تفيد يوجود عمولة مقدارها 20 مليون دولار .
بدون أجندات سياسية
وأشار الرز،’ الكاتب والمحلل السياسي، أنه اليوم أمام لبنان عدة مشاريع لتوليد الكهرباء، وهم المشروع المصري والصيني والروسي ، في حين يدخل العرض الإيراني متأخرا، فهو محاط بإشكاليات كثيرة محلية وعربية ودولية لجهة طبيعته وتوقيته.
ونوه الرز إلى إنه ما يهم الآن، أن حكومة نجيب ميقاتي، التي تعهد رئيسها، لحظة تشكيلها بالانفتاح والتنسيق مع المحيط العربي أن يتحرك جديا وسريعا في هذا الاتجاه، خاصة وأن العروض العربية وتحديدا المصرية هي أخوية وهدفها مساعدة الشعب اللبناني للخلاص من كارثة الكهرباء الماراتونية، فهي من دون أجندات سياسية عكس بعض العروض الأخرى.