كتبت – سماح عثمان
جسدت الاعمال الفنية عادات وتقاليد قبائل وعائلات خرجت عن المألوف عند الزواج والعقاب وفي كل مناسبة نجد كل ناحية لها طقوس مختلفة عن الناحية الاخرى ، فالافلام القديمة جسدت البدو بأنهم مجموعات تعيش على النار وذبح الابل والتنقل عبر الدواب، أما طقوس الزواج فهى الاغرب من حيث العصبية القبلية ومهام العروس تجاه عروسته ، “أوان مصر ” ترصد أهم العادات والتقاليد داخل حدود مصر .
مستور أبو محلاب 47 عاما ، من قبيلة السناقرة بالبحر الأحمر قال ،: نحن قبيلة رعوية نعيش على الأمطار، وبفعل التغيرات المناخية، تراجع منسوب الأمطار مما أثر سلبًا على أعمالنا، لكن “الله” عز وجل، رزقنا بأمطار وسيول العام الماضي، أعادت للأرض ثرواتها، واهم مصدر رزق لنا هو الرعي وتربية الجمال والصيد ، وهذا كان سببًا في تنقلنا الدائم من مكان إلى آخر للبحث عن الماء والمراعي.
كنا نسكن الجبال والوديان الصحراوية، ونتميز بتجارة الجمال الدولية بين مصر والسودان ونسافر بها 45 يومًا عبر الصحراء من السودان إلى مصر.
أما بالنسبة لعادات الزواج بين القبائل بين مراكز البحر الأحمر، أن يكون المهر فى بعض المناطق القبيلة عدداً معيناً من الأبل التى تناسب الوضع الاجتماعى لكل من العروسين، ولا يجوز للعروس إلا أن تتزوج من ابن عمها، ولكن يجوز لها الاختيار بين أكثر من ابن عم لها.
وتحرم العروس التي ترفض الزواج من ابن عمها من دعم نساء وبنات العائلة والقبيلة وهي عبارة عن حلي ومصوغات ذهبية وصندوق للزينة من الكحل والاكسسوارات البدوية وأيضا المساعدة المالية التي تسمى “نقوط” وتصل إلى عدة آلاف، كما يقاطعها النساء وفتيات العائلة تماما ولا يتم دعوتها للمشاركة في أي مناسبة عامة أو خاصة لعائلتها أو قبيلتها.
وسرد أبو الجود سعيد 60 عاما من بدو سيناء ، هناك عادات وتقاليد لدى البدو فمنها ما تلاشى وآخر ما زال حتى يومنا هذا ولكن مع صبغة حضارية بطبيعة الحال .
1- السبوع: حفل للمولود الذكر بعد أسبوع من الأيام
ولادة مولود ذكر كانت وما زالت تجلب السعادة للعائلة البدوية فلا غرابة في ذلك، فالبدو اعتادوا القول:” الولد للفزعة والبنت للرزعة” فبعد بلوغ الفتى ينضم إلى المحاربين في حين أن البنت ستشجع المقاتلين بالأناشيد ولن تنضم إلى صفوف المقاتلين.
أحد العادات “يوم السبوع” في مصر وهو اليوم السابع لميلاد الطفل، وتقضي العادات المصرية، بأن يقام احتفالاً كبيرا في هذا اليوم ،أما الأصل التاريخي للاحتفال فيعود إلى اعتقاد المصريين القدماء بأن حاسة السمع تبدأ عند الطفل في اليوم السابع لميلاده ، فيقومون باصطناع الصخب بجوار أذنيه، حتى تعمل هذه الحاسة جيداً، ويقومون بتعليق “حلقة ذهب” في أذنه ، وهى حلقة الآلهة “إيزيس” أم الاله “حورس”ويطلبون منه طاعة الإله ليكون ذلك أول ما تسمعه أذناه ، ثم يدعون للإله بأن يحفظ المولود ويمنحه العمر المديد ، هذا الاحتفال عمره آلاف السنوات ، ولا يزال يقام في كل بيت مصري.
2- الونيسة
بعد الانتهاء من دفن الميت اعتاد البدوي ذبح ماعز وليس بالخروف . يحضرون الطعام لذكرى الميت، هذه العادة تدعى بالونيسة” عشاء الميت” فالحضور كانوا مجرد يلامسون الطعام دون أكله وذلك كان يتم بهدوء دون إحداث لجة، وللغالب كان ذلك من نصيب الأولاد الذين اعتادوا أكل ذلك، وهذا التصرف نابع من الحزن الذي يخيم على مودعي الفقيد .
3- الدحية:
لقد كان الشباب البدو ينتظرون بفارغ الصبر لحفلات الأعراس ، عودة الحجاج من مكة … وحينها يقومون “برقصة الدحية” وذلك يتم بالليل عندما يكتمل البدر حيث يجلس الشيوخ ووجهاء العشيرة في الشق واحتساء القهوة وفي الوقت نفسه انتظم الشباب بصف بمحاذاة النساء المتواجدات بالمكان أمام هؤلاء الرجال كانت تخرج فتاة والتي تلقب “بعيرة” او “حاشي” وفي يدها عصا صغيرة كانت هذه الفتاة ترقص أمام صفة دحية وحين حاول أحد الرجال الاقتراب منها كانت تضربه بعصاها وتطرده للوراء، ويذكر البعض أن الحاشي كانت ترقص وبيدها سيف بدل العصاة.
ويقول أبو الجود، أن أشد اختبارات الصدق التى يستخدمها البدو هي “البشعة” التى يلجأ إليها القاضي “العرفي”، قضية الخلاف إلى قاضي “المبشع”، عندما يتنصل أحد الأشخاص من اتهام موجه إليه، دون وجود شهود، مما يدفع القاضي العرفي لإحالة القضيه إلى القاضي المبشع؛ للفصل في الخلاف القائم بين طرفي النزاع.
وهي إجراء لقياس مصداقية الطرف موضع النزاع فهو لايتحمله سوى ذو القلب الشديد ، والبشعة عبارة عن سكين توضع وسط اللهب حتى تتحول للون الأحمر ويتم وضعها على اللسان وإذا احترق لسانه فهو كاذب وإن لم يحترق فهو صادق، وهذا الاجراء مازال متبعا لدى بعض القبائل في سيناء.
خرافات وخزعبلات تنتشر في ربوع مصر
• إذا دخلت دورة المياه بالقدم اليسرى تلبّسك الجن
• لبس الحذاء بمعكوس الفردتين يجلب الفقر
• غلق المقص وفتحه دون استخدام مدعاة للشؤم
• إذا تبرّزت الطيور عليك فسوف تكتسي كسوة جديدة
• “رفّة” العين اليسرى دليل على مكروه ورفّة اليمنى تبشّر بالخير
• طنين الأذن اليمنى يعني أن هناك من يمدحك ويثني عليك، أما طنين اليسرى فمعناه أن هناك من يغتابك وينال منك
• الأطفال التوائم تتحوّل أرواحهم لقطط تنتقم من الذين آذوهم نهاراً
• المشي تحت السلّم يجلب الحظ السيّئ
• الكنس ليلاً يزعج الملائكة
• الضرب المبرح يخرج الجن من جسد الإنسان
• السيدة التي تلحس بطن الضفدع تستطيع “الزغردة”
• الكلاب والقطط السوداء ربما تكون مسكونة بالجن
• تخطّي شخص نائم فأل شرّ ويسبّب وقف نموه
• عدم تناول الضيف لمشروبه كاملاً ينذر بتأخّر زواج البنات
أستاذ علم اجتماع : ، التقاليد هي أنظمة خفية غير مدونة وللفرد القرار برفضها أو اتباعها
يقول الدكتور جمال عبد المطلب، استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بني سويف، أن العادات الاجتماعية وإن كانت غريبة يقصد به مجموعة الأفعال والممارسات التي يتم تكرارها خلال الزمن .
ويضيف، والأمثلة على التقاليد والأعراف كثيرة وغنية عن الشرح، طقوس الزواج والاحتفالات هي تقاليد، الأنظمة الاجتماعية المتبعة في بعض المعاملات والعلاقات الإنسانية. بعض الاعتقادات والخرافات هي تقاليد أيضاً.
ويقول”عبد المطلب” ، التقاليد هي أنظمة خفية غير مدونة ، لا نريد الخوض في تقييم التقاليد سلباً أو إيجابا بشكل مباشر، الأهم من ذلك برأيي هو كيفية تناول هذه التقاليد ومحاكمتها منطقياً وعقلانياً وبشكل علمي في البداية. وللفرد بعد ذلك القرار بصلاحها أو فسادها.
ويختتم، طبيعة البيئة هى المتحكم في شكل العادات ، فالبيئة الصحراوية تعيش في مجتمع قبلي يحكمه العائلة وأنها لابد أن تكون متماسكة والزواج يكون من داخلها ومقومات البيئة الصحراوية هى النار والإبل لذلك اعتمادهم الكلي عليهم وكذلك البيئة الزراعية والحضر .