قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إنه في 23 ديسمبر عام 1913 تأسس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو جهاز حكومي فيدرالي مهمته إخضاع النظام المالي لرقابة مركزية والإشراف على البنوك التجارية لضمان سلامة النظام المصرفي وحماية حقوق المودعين، ويحدد الجهاز كمية المطبوع من الدولار، وعليه احتواء المخاطر الفجائية، والأهم استخدام سعر الفائدة لعلاج التضخم والكساد والبطالة، يَرفع سعر الفائدة إذا ما وجد التضخم حارقاً لجذب الودائع وتخفيض الطلب حتى تستقر الأسعار، ويَخفض سعر الفائدة لكي يشجع المستثمرين على الاقتراض بغرض التوسع في مشروعاتهم.
وتابع خلال تقديم حلقة اليوم من برنامجه “واجه الحقيقة” على قناة “القاهرة الإخبارية” أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من أكبر المؤسسات المالية وزناً وتأثيراً في العالم. وأكبر دليل على ذلك أنه عندما رفع سعر الفائدة أكثر من مرة في عام 2022 ارتفع الطلب على الدولار وارتفعت قيمته وانخفض الطلب على عملات مثل اليورو والاسترليني والين وانخفضت قيمتها. واحتاجت الصين الي 300 مليار دولار حتى تحافظ على عملتها. أما الدول النامية فكانت أكثر الضحايا تضرراً.
وأوضح أنه منذ بداية التجارة الدولية عرف العالم ثلاث عملات. عرف العالم عملة الجليدر الهولندي الذي كان سيد العملات خلال الفترة من القرن السابع إلى القرن التاسع عشر. ومع التوسعات الاستعمارية البريطانية بدأت سيطرة الجنيه الإسترليني على الدنيا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
ثم بدأ عصر الدولار الذي اكتسب الهيمنة بعد الحرب العالمية الثانية.
وأكمل: أزاح الدولار الاسترليني كعملة أساسية بموجب اتفاقية “بريتون وودز”. وفي يوم 22 يوليو عام 1944 اجتمع ممثلون عن 44 دولة في فندق “ماونت” وسط غابات ولاية نيوهامشير الأمريكية ليضعوا نظاماً مالياً عالمياً يساعد على نمو التجارة الدولية ويزيد من فرص الاقتراض بين الدول ويقلل من الأزمات الاقتصادية. وانتهى الاجتماع باعتماد الدولار عملة عالمية تقيم بها السلع المختلفة ويحدد سعر صرفه بـ 35 دولار لكل أونصة ذهب. وتعهدت الحكومة الامريكية بدفع قيمة الدولار ذهباً مما دعم قوته ووجوده عالمياً. واُتفق على إنشاء منظمات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبدأت عملها عام 1945 بعد تصديق عدد كافي من الدول على اتفاقية قيامهما.
واستطرد: وما أن بدأت الولايات المتحدة بتنفيذ مشروع مارشال حتى ارتفع الطلب على الدولار. ومشروع مارشال كان خطة اقتصادية أطلقت بمبادرة من وزير الاقتصاد الأمريكي جورج مارشال لمساعدة الدول الأوربية على إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية وبناء نفسها من جديد بتقديم هبات عينية ونقدية وقروض طويلة الاجل إليها.
ولفت إلى أن هذا النظام ظل آمنا لأن الولايات المتحدة في ذلك الوقت كانت تمتلك ثلاثة ارباع احتياطيات الذهب في العالم. كان الدولار الورقي مجرد وسيلة حسابية للتجارة بين الدول على أن يسدد المدين منها ما عليه بالذهب الذي ينقل إلى الدائنين في عملية مقاصة سنوية.. وهكذا استقر النظام المالي في العالم.