قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن العرب حاولوا التوصل إلى القنبلة النووية،وكانت البداية في مصر، ففي عام 1958 تسلمت مصر أول مفاعل نووي سوفيتي وأصبح مقره حتى اليوم في إنشاص، وكانت مصر قد أسست في عام 1955 “لجنة الطاقة الذرية” برئاسة جمال عبد الناصر نفسه.
وتابع حمودة خلال برنامجه “واجه الحقيقة” على قناة القاهرة الإخبارية: سمعت من الخبير النووي المصري عصمت زين الدين عندما التقيت به في الإسكندرية قبل سنوات أن: المفاعلات النووية التي حصلنا عليها من الاتحاد السوفيتي لم تكن تصلح لإنتاج قنبلة نووية. في الوقت نفسه كان في مصر عدد يصعب حصره من علماء الذرة الذين تخرجوا في قسم الهندسة النووية في جامعة الإسكندرية وحصلوا على الدكتوراة من موسكو.
وذكر حمودة بعض أسماء هؤلاء العلماء الذين يحملون درجة الدكتوراة في مختلف التخصصات النووية وربما لم يعد بعضهم على قيد الحياة: الدكتور محمد السيد سليمان ناجي، الدكتور أمجد القصاص، الدكتور مرسي السيد مرسي، الدكتور مجد الدين علي رِعبة، الدكتور محمد عبد الله بيومي.
وأكمل: قائمة طويلة من العلماء أصبحوا عاطلين عن العمل في تخصصهم النادر بعد أن توقف البرنامج النووي المصري في أعقاب هزيمة يونيو 1967، بعضهم هاجر إلى الولايات المتحدة، بعضهم وجد عملًا في البرنامج النووي الباكستاني، وبعضهم انضم إلى البرنامج النووي السوري ومنهم الدكتور عصمت زين الدين، وبعضهم انضم إلى البرنامج النووي العراقي ومنهم الدكتور يحيي أمين المشد، والأخطر أن منهم من اختفى مثل نبيل القليني.
وأضاف: أوفدته كلية العلوم جامعة القاهرة في بعثة إلى تشيكوسلوفاكيا ليجري المزيد من أبحاثه النووية التي وصفتها الصحف هناك بالعبقرية، في صباح يوم الاثنين 27 يناير 1975 رن جرس التليفون في الشقة التي يقيم فيها وما أن انتهت المكالمة حتى خرج، لكنه خرج ولم يعد.
واستطرد: قبل نبيل القليني قتلت سميرة موسى في حادث سيارة مدبر، بعد أن أنهت دراستها النووية في الولايات المتحدة، وكان عمرها 35 عاما. والحقيقة أن القتل أو الاختفاء كان مصير الكثير من علماء الذرة في العالم الثالث، الذين رفضوا إغراء العمل في الدول النووية الكبرى.
وأكمل: حسب وثائق وكالة الطاقة النووية في فيينا فإن 146 عالما نوويا في 13 دولة نامية اختفوا في ظروف غامضة خلال الفترة ما بين 1959 و1985 وهم من الهند وباكستان والأرجنتين وجنوب إفريقيا ومصر. وحسب المصدر نفسه فإن92% من الضحايا رفضوا العمل في دول أخرى غير دولهم و98% قتلوا خارج بلادهم وكانوا يشكلون خطرا على دول أخرى ولم يعرف الجناة حتى الآن.
وأوضح: نصفهم على الأقل قتل بالرصاص والنصف الآخر قتل بوسائل أخرى، حادث سيارة، تفجير بيته، أو تم قتله بالسم، وفي غالبية الحالات لم تطلب دول الضحايا تعويضًا أو سعت إلى الثأر، بل أنها في كثير من الأحيان كانت تفضل عدم الكشف عن الجناة. ومن شبه المؤكد ان الضحايا لم يكونوا تحت حماية من نوع ما، رغم أنهم ثروة يصعب تقديرها بمال، وأشهر الضحايا بين علماء الذرة المصريين هو الدكتور يحيي أمين المشد.