كتب – محمد طلعت
“ضربوني واغتصبوني أمام أطفالي”.. بهذه الكلمات بدأت “صابرين. م” تروي لـ أوان مصر، قصة الاعتداء عليها جنسيًا وجسديا أمام أبنائها، وفقدانها البصر.
وقائع بشعة وأحداث غريبة تحمل الكثير من الدموية والعنف وعدم الاعتداد بالقانون، وربما اللا منطق أيضا.. كل هذا روته الممرضة الثلاثينية لنا، مستغيثة مما جرى لها، فاستمعنا إليها وعرضنا قصتها بحثا عن الحقيقة.
تعمل “صابرين”، 30 سنة، ممرضة، وهي من “كفر الجلابطة” مركز الشهداء محافظة المنوفية، ترعى ثلاثة من الأطفال، وتتهم ثلاثة أشقاء بالتعدي عليها، بعد أن كانت ترعى والدتهم المريضة بـ”السكر”، فإلى التفاصيل..
تحكي صابرين قائلة: “أدرس تمريض خاص وأساعد كل من يطلبني ويحتاج للعلاج، وفي مرة تعرضت سيدة من جيراننا لأزمة سكر، فطلبتني لرعايتها ولم أتأخر دقيقة واحدة، إلا أن جاء يوم قال لي أولادها الثلاثة نحن لا نريدك في منزلنا فأنت لن تكتبي لها عمرًا فوق عمرها، ولن تمدي في أجلها، إننا نريدها أن تتوفى لكي نورثها لأن لديها 400 ألف جنيه”.
وتضيف لـ”أوان مصر” أنها استجابت لرغبة الأبناء “ع. أ” و”س. أ” و”م. أ”، خشية الدخول في مشاكل معهم، لكن السيدة تمسكت بها فظلت تقوم على رعايتها، إلى أن جاء يوم كسر فيه أحد أطفالها “قزاز” منزلهم بالخطأ، فاتخذوا من الحادث ذريعة، وذهبوا إلى منزلها واعتدوا عليها ضرباً، ومن هذه اللحظة بدأت معانتها، حسبما تقول.
بعد ذلك، عُقدت جلسة عُرفية بين الممرضة وبين الأشقاء الثلاثة، وتم فيها الحكم عليهم لصالح “صابرين”، لكنها تشير إلى أنهم في تلك الجلسة سرقوا هاتفها المحمول. تحكي: “أخذوا من عليه صورٍ خاصة بي وركبوها على برامج وأجسام إباحية ليهددوني”، لافتة إلى أن عمدة القرية وشيخ البلد قالا لها:”إنتي مش قد الناس دي وخليكي في حالك”.
مرت فترة، حسبما تقول “صبرين” قصتها، ثم نشر الأشقاء الثلاثة صورها على مواقع إباحية، وعندما تحدثت إلى واحد منهم اعتدوا عليها بالضرب المبرح، فلجأت مرة أخرى لشيخ الغفر وقالت له “إن لم تفعلوا شيئاً سأصور فيديو أحكي فيه كل ما حدث”.
استمرت المعاناة كما ترويها الممرضة، ففي أحد الأيام جاء إليها اثنين من هؤلاء الأشقاء، هم “م. أ” و”س. أ” وزوجة الأخير: “اعتدوا علي في بيتي، وهتكوا عرضي أمام أبنائي الصغار، ونزعت زوجة “س. أ” سلسلة ذهبية 20 جرام عيار 21 من رقبتي، وسرقوا ساعة وأموالا، ثم جروني من شعري على السلالم إلى وسط الشارع وظلوا يضربوني وأنا أصرح وأنزف، ولم يستطع أحد من الجيران منعهم خوفا منهم”.
تُكمل “صابرين” أنها في اليوم التالي لهذا الاعتداء ذهبت إليهم تطالبهم بهاتفها الذي أخذوه منها، فكان عقابها الجديد أن اخذها اثنان من الإخوة واعتديا عليها بالضرب المبرح مرة أخرى، حتى نزفت دمًا بغزارة، وعندما رأوها كذلك ظنوا أنها ماتت ففروا هاربين.
في تلك الأثناء، كانت هناك سيدة مارة في الشارع، فشاهدت “صابرين” على هذه الحال، فأخذتها إلى مستشفى الشهداء لكن المستشفى رفض استقبالها بسبب صعوبة حالة النزيف المستمر، فذهبوا بها إلى مستشفى شبين الكوم وهناك ظلت 10 أيام في العناية، مؤكدة أنها فقدت بصرها بسبب هذا الاعتداء، وخرجت من المستشفى على منزل والدها، الذي تقول إنه كان يبكي من قلبه عليها، لكن ضعفهم وفقرهم كان العائق أمام الوقوف في وجه من اعتدى عليها.
وتشير الممرضة إلى أنها حررت محضرا رسميا بالواقعة، برقم 13400 بتاريخ 7/1/2021 جنح الشهداء، أثبت صحة الواقعة، كما أن مأمور قسم الشرطة و رئيس المباحث ألزموهم بجلسة عرفية بمحضر رسمي لصالحها، ولكنهم رفضوا وغادروا الجلسة، بل إنهم هددوها بقتل لها وأطفالها.
وتضيف أن الأخ الأكبر “ع. أ” قال لها: “لن أتركك غير لما تخرجين من البلدة كلها”، مشددة على أنه ليس لها بعد الله غير القانون، بعد أن سلبوا منها شرفها وأموالها أمام الناس وسببوا لها عاهة مستديمة.
تعول “صابرين” ثلاثة أطفال ترعاهم وتخاف عليهم، وردا على سؤال: أين كان زوجها من كل هذا، ردت بأنه كان في عمله وقت تعرضها للاعتداء، فيما قال لنا والدها إن كل كلمة قالتها ابنته حدثت بالفعل، نافيا وجود أي خلافات مسبقة مع الأشقاء الثلاثة.