سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يسجد لصنم قط ولم يشرب خمر، وخلال الأسطر التالية نوضح قصة إسلام الصحابي الجليل الملقب بذي النورين.
كان عثمان بن عفان فى الشام يتاجر ، وعندما عاد قالت له خالته سعدى بنت كريز :
لك الجمال ولك اللسان هذا نبي معه البرهان
أرسله بحقه الديان وجاءه التنزيل والفرقان
فاتبعه لا تغتالك الأوثان.
قال : فقلت إنك لتذكرين أمراً ما وقع ببلدنا . فقالت : محمد بن عبد الله رسول من عند الله جاء بتنزيل الله
يدعو به إلى الله . :
فخرج عثمان بن عفان فقابل أبو بكر الصديق فسأله عما قالته خالته فقال أبو بكر الصديق : ويحك يا عثمان ، إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل ما هذه الأصنام التي يعبدها قومنا ؟ أليست من حجارة صم لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ؟
قال : قلت : بلا والله إنها لكذلك
فقال : والله لقد صدقتك خالتك هذا رسول الله محمد بن عبد الله قد بعثه الله إلى خلقه برسالته هل لك أن تأتيه ؟ فاجتمعنا برسول الله ﷺ
فقال : يا عثمان أجب الله إلى جنته فإني رسول الله إليك وإلى خلقه . قال : فوالله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية بنت رسول الله ﷺ فكان يقال : أحسن زوج رآه إنسان رقية وزوجها عثمان .
الله عز وجل اصطفى هؤلاء الصحابة فما حدث مع عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه هو أكبر دليل على ذلك حيث كشف عثمان بن عفان عن قصة ما حدثت معه وهو عائد من الشام ، وقد قص رضي الله عنه على رسول الله ﷺ حين دخل عليه هو وطلحة بن عبيد الله فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن وأنبأهما بحقوق الإسلام ووعدهما الكرامة من الله فآمنا وصدقا.
فقال عثمان: “يا رسول الله، قدمت حديثًا من الشام، فلما كان بين معان والزرقاء فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبُّوا فإن أحمد قد خرج بمكة فقدمنا فسمعنا بك”.