عشقت التطوع بإدمان ولكنه إدمان من النوع الإيجابى ومساعدة الآخرين، ورغم جبال الهموم على أكتافها وتعيل أولادها فهى الأب والأم، إلا أن الله اختصها لقضاء حوائج الناس واستقبلت كل هذا بصدر رحب وحب بل لا تكتمل سعادتها إلا حينما تقدم يد العون والمساعدة للغير، اسكندرانية لقبوها بالمرأة الحديدة تقف تحت المطر وأصوات البرق والرعد مرتدية سترة التطوع وتساعد فريق الإستغاثة فى رفع وشفط المياة وتساعد المتضررين بالشارع.
والتقى موقع “أوان مصر” مع نسرين عبدالدائم دينامو محافظة الإسكندرية وسيدة الكوارث والأمطار لتروى رحلتها مع التطوع على مدار 10 سنوات، قائلة: سعادتى لم تكتمل إلا بالعمل التطوعى ومساعدة الناس من خلال عملى بالشركة المتحدة لرصف الطرق، فتواجدى المستمر فى الشارع جعلنى أشعر بالناس وبمشاكل الشارع، ورغم أننى منفصلة منذ 11 عام وأربى 3 أطفال وكأى شخص لدى مشاكل حياتية، وفقت بين عملى وحياتى الخاصة وعملى بالتطوع فلا استطيع أن أترك التطوع فهو يمثل الشعور بالراحة وأننى أساعد فى فك كرب الشعب السكندرى وأشفط مياة الأمطار التى تعيق تنقلهم بآلالات وماكينات الشفط.
العمل التطوعى هو السعادة
وأكملت “سيدة المطر” اتشهرت بالدينامو لمشاركة فجرية فى دعايا انتخابات الرئاسة والتعديلات الدستورية، ومشاركتى بلجنة الأزمات والكوارث بالشركة المتحدة فى حل أزمة الغرق مع الأجهزة التنفيذية وشركة الصرف وشركة المياة، ودائماً أقول لنفسى أن الذى يسند الناس فى المواقف الصعبه ربنا بيسنده، ودائما على تواصل مع غرفة العمليات لتلقى الشكاوى بمحافظة الإسكندرية.
“العمل التطوعى هو السعادة التى أغسل بها عفرة الحمل الموجودة على كتفى والعكاز الذى يسندنى ويقوينى عندما اشعر بفقدان الأمل” هكذا عبرت نسرين عبدالدائم عن حبها بالعمل التطوعى بالشارع خاصة فى الأزمات وكوارث المطر المعرضة لها الإسكندرية باستمرار، وفى موجة المطر السابقة كانت كارثة ودرس قاسى كيف نتعامل مع الأزمة أخدت عربات الشفط ونزلت إلى المناطق الأكثر تضرراً ابتداءاً من مصطفى كامل حتى عزبة الشامى، فكان هناك تعرقل فى عربة السير ونزلت من سيارة الشفط فى وسط الشارع مع العمال لأساعد معهم، ومر علينا المحافظ وشكرنا على مجهودنا وعربات شركة الصرف المتطوعة.
المواقف الصعبة فى تطوع نسرين “سيدة المطر”
وقالت “نسرين” تعرضت للتنمر ومضايقات بالشارع لأننى إمرأة ارتدى سترة وبدلة الإستغاثة واقف اشفط المياة بالماكينات بالشارع، ولكننى لم التفت لكل هذا وسأستمر بالتطوع لأخرنفس، ومن ضمن المواقف تطاول عليا بالإيد فى أحد المرات عند استغاثتى لأهالينا، وحينها دخلت فى حالة انهيار عصبى بالمستشفى وبعد ساعة رجعت لأصحاب الكارثة مرة أخرى وقلت لهم لن أترككم فى منزلكم الممتلئ بالمياه، وبالفعل جلست 3 أيام فى عربية الشفط على مدار 72 ساعة حتى أساعدهم ونشفط المياة من منزلهم.
وتابعت كثيراً من أهالينا بمحافظة الإسكندرية يرسلوا لى الإستغاثات على الفيس بوك، لأنهم عرفوا أننى أعمل بالعمل التطوعى وهذا شئ يشعرنى بالسعادة، وأشجع الشباب على التطوع والشعور بالغير فإن له أجر عظيم وعلاج للنفس.