كتبت:شيذان عامر
مع استمرار المفاوضات اللبنانية_ الإسرائلية غير المباشرة والتي انطلقت في أكتوبر 2020 وما يدور من نقاشات حولها وانتهاء الجوله الرابعة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة الني انعقدت في مركز اليونيفيل في رأس الناقورة جنوب لبنان .
وتمسك الوفد اللبناني خلال تلك الجلسة بالمطالبة المتمثلة بحق لبنان بما يقارب 2290 كم من المنطقة الاقتصادية الخالصة، إضافة إلى جزء من حقل الكاريش الإسرائيلي، مستندًا حقه باتفاقيتي الهدنة وقانون البحار الدولية، في حين رفض الكيان الإسرائيلي المطالب اللبنانية، حيث يحاول الحصول على 860 كم داخل المياه الإقليمية اللبنانية .
قال الدكتور أيمن سمير خبير العلاقات الدولية في تصريح خاص «لأوان مصر» إن ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان حاجة مشتركة بين الطرفين فلبنان تحتاج لهذا الأمر كما هي إسرائيل ؛لأن لبنان من المعروف أنها تمر بأزمة إقتصادية كبيرة جدا وهناك آمال لدى اللبنانيين بأن ترسيم الحدود المترتب عليها اكتشاف ألغازسيشكل جزء مهم جدا لحل المشاكل الاقتصادية”
فقوانين الأمم المتحدة تنص على أن أي دولة قبل أن تبدأ في استكشاف الغاز والنفط عليها أولا أن تحدد ما يسمى بالمياة الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة بها وهذه الاتفاقية التي تسمى باتفاقية 1902 هي التي تطلب من كل دولة أن تحدد المياة الإقليمية وهي حوالي 12 ميل بحري بالإضافة إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة وهو حوالي 200 ميل بحري وفق اتفاقية الأمم المتحدة لترسيم الحدود البحرية لعام 1982 حيث لا يجوز لأي دولة أن تدعو الشركات للتنقيب عن الغاز أو النفط إلا بعد أن تعيين المنطقة الاقتصادية الخاصة بها وبالتالي ترسيم الحدود وهذا يعد جزء مهم جدا وخطوة رئيسية للبلدين حتى يتستى لها الحصول على الثروة الهائلة في شرق المتوسط وهذا الأمر يتعلق بحاجة الطرفين
والأمر الآخر هو قبول الطرفين للجلوس على مائدة المفاوضات وقبول الوساطة الأمريكية وخصوصا ما يقوم به ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤن الشرق الأوسط الذي يؤكد استعداد الطرفين لتوفر الإرادة السياسية لدى الطرفين للوصول إلى حل حول النقاط الخلافية (بلوك 8 وبلوك9 )
يعتقد د/أيمن سمير أن هذه المشكلات سوف تجد طريقها للحل في النهاية إضافة إلى أن مسألة ترسيم الحدود البحرية والنقاط البرية المختلف عليها بين إسرائيل ولبنان في اعتقاده ستعطي دورا أكبر في المستقبل للبنان ويعطيها مزيدا من الاستقرار على الحدود ما بين إسرائيل ولبنان وبالتالي يعود الأمر بالاستقرار العام في منطقة شرق المتوسط
وأضاف “في المفاوضات يتم عمل عرض افتتاحي كل طرف خلال هذا العرض يرفع سقف توقعاته ومتطلباتة الخاصة لأعلى مستوى وهذه المطالب في الغالب تكون استجابة لضغوط محلية أو شعبية أو حتى داخلية خاصة وإذا كان هذا الطرف إسرائيل لكن في النهاية الذي يحكم هذه العملية هي المصالح المستقبلية فإذا ما قورن حل مشاكل لبنان الاقتصادية والحصول مليارات الدولارات من النفط مقابل عدم حل مشكلة تتعلق حول نقطة أو نقطتين سنجد أن المصلحة اللبنانية أكبر
كما أن التواصل لاتفاق يصب أيضا في مصلحة إسرائيل لأن إسرائيل لها اتفاقيات لترسيم الحدود مع دول آخرى في المنطقة بما فيهم قبرص وعندما تم ترسيم الحدود الإسرائيلية القبرصية وفق اتفاقيات الأمم المتحدة والذي ترتب عليه اكتشاف إسرائيل لأكبر حقلين للغاز في المياة الإقليمية وبدأت تحصل على منافع فبالتالي ذاقت إسرائيل حلاوة عائدات الغاز والنفط مما جعلها أكثر نهما للبحث عن مصالحها وتقديم أية تنازلات لتنفيذ هذا الاتفاق في المستقبل”
وتابع : “اعتقد أنه في النصف الأول من 2021 سيتم التوصل لتفاق حول هذا الأمر لأن وزارة الخارجية وترامب مهتمون بهذه القضية لكن في تصوري أيضا إدارة بايدنمع تسلمها السلطة في يناير سيهتم بهذا الأمر بشكل كبير جدا لأنه يهم دولة صديقة لأمريكا وهي إسرائيل كما يصب في صالح استقرار الشرق الأوسط”
إقرأ أيضا: