كتب: محمد عكاشة
يتجدد اهتمام الشارع العربي والدبلوماسية العربية بالقضية الفلسطينية دائما، فالمساعي العربية والدولية لا تتوقف عن إجراء مباحثات لحل القضية بناءا على مبدأ حل الدولتين، لإنشاء بموجبه الدولة الفلسطينية، على حدود 1967.
اتفاق ملزم لحل القضية الفلسطينية
وقد كشف الدكتور أسامة شعث أستاذ العلاقات الدولية والسياسي الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ «أوان مصر»، عن توقعاته المرتقبة بقيادة مصر ومعها الاردن، وربما بمشاركة بلدان عربية وأوروبية، سعيًا من القاهرة لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
يذكر أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره من لوكسمبورج، طالب الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بإتخاذ إجراءات جادة للوصول لاتفاق ملزم، ومعاهدة سلام بين الفلسطينين والإسرائيليين، لحل القضية.
وقال: أن مصر ستعمل على استكشاف الجهود التي يمكن من خلالها التوصل لحل النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ثم أشار شكري أيضًا في كلمته إلى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة لشعبها، يتطلب من الإسرائيليين دفع عملية السلام بين الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية.
مفاوضات برلين
وثمن شعث تصريحات شكري، وأضح أن القاهرة تعمل على جر إسرائيل إلى مفاوضات تهدف لتوقيع اتفاقيات ملزمة، خطوة مهمة وفاعلة.
وأكد السياسي الفلسطيني، أن القاهرة بدأت في حراك سياسي مؤخرا فور اندلاع المواجهات في القدس والشيخ جراح، وقدمت الدعم اللازم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والذي سبقه فكرة صيغة برلين، التي تتشكل من أطراف المجموعة الرباعية العربية الأوروبية وهي (مصر والأردن وفرنسا وألمانيا )
واكمل شعث تأسست فكرتها على عقد مفاوضات دولية ونزع الرعاية الامريكية المنفردة لعملية السلام واستبدالها برعاية دولية لحل الصراع استنادا الى خطة الرئيس محمود عباس التي طرحها في مجلس الامن لحل القضية الفلسطينية، استنادا على الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين.
وكان قد أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، ضرورة تفعيل الدور الأوروبي في عملية السلام واستعادة المسار التفاوضي الذي يُفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك خلال استقبال أبو الغيط الخميس الماضي، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، وزير خارجية لوكسمبورج “جان أسيلبورن”الذي يقوم بزيارة للقاهرة.
وكشف شعث، أن ما يعرقل اطلاق المفاوضات، عدة متغيرات على الساحة الدولية والإقليمية والجبهة الداخلية للاحتلال .
وأوضح أن المتغيرات داخل الاحتلال الإسرائيلي، وتشكيل حكومة جديدة، يترأسها نفتالي بينيت، وتركيبتها المتناقضة، إضافة إلى الظروف الدولية، أيضا بتولي جو بايدن الرئاسة الأمريكية، خلال الأشهر الماضية، أدت بشكل أو بأخر إلى تجديد الأفكار لإحياء مفاوضات سلام جديدة، تنهى الصراع على أساس حل الدولتين، وعلى حدود ما قبل حرب 1967م.
وقال أستاذ العلاقات الدولية، أن مصر تتحرك دوليا لحل القضية الفلسطينية، وفقاً لمجموعة من الاعتبارات، بشراكة عربية من جامعة الدول العربية، والتي قررت في اجتماعها الأخير بالدوحة، تشكيل لجنة لبحث الأوضاع في القدس والضفة الغربية.
ويرى شعث، أنه لابد من الارتكاز على الاتفاقيات والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ومن النقطة التي توقفت عندها في فترة حكومة يهود أولمرت، حيث عرض مقترحا بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من ما يقارب 95 %، من أراضي الضفة الغربية.
وثمن شعث جهود الحكومة المصرية، حيث قال أن مصر دائما ما تكون سندا وظهيرا للشعب الفلسطيني، في كل الملفات، سواء الدور المصري في عملية وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
واستكمل “إضافة إلى ملف التسوية للقضية الفلسطينية، فضلا عن الدعم الاقتصادي لإعادة إعمار غزة، وملف المصالحة بين الفصائل. وهو ما يجب ان تركز عليه في الفترة القادمة”.
وقال شعث أن المصالحة الفلسطينية هي المدخل الاساس لحل الصراع واقامة الدولة واكد انه لا دولة بدون وحدة وطنية وجغرافية وسياسية، مطالبا مصر أن تعيد التحرك تجاه المصالحة الفلسطينية، ومن ثمة ملف اعمار غزة وملف التسوية لإطلاق عملية سياسية جديدة.