يبدو أن العلاقات بين الجزائر و المغرب، قد تشهد المزيد من التصعيد بين البلدين، ذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية الجزائري، رمضان لعمامرة في وقت سابق، قرار بلاده “قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب”.
وأرجع لعمامرة، في رسالة نيابة عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، القرار إلى “الأعمال العدائية” التي يقوم بها المغرب تجاه الجزائر منذ منتصف يوليو ، ولا سيما التصريحات الأخيرة لسفير المغرب لدى الأمم المتحدة التي يُزعم أنها تحرض السكان الذين يعيشون في منطقة القبائل الجزائرية.
وذكر بيان لوزارة الخارجية المغربية أن “المغرب سيظل شريكا صادقا ومخلصا للشعب الجزائري وسيواصل العمل بحكمة ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية صحية ومثمرة”.
وظلت العلاقات بين الجزائر والمغرب متوترة منذ عقود، مع إغلاق حدودهما منذ عام 1994. وتنشأ التوترات الثنائية إلى حد كبير من الخلاف حول منطقة متنازع عليها في الصحراء الغربية.
الاستقواء بنظام الكيان الصهيوني
تواصلت أوان مصر مع السياسي الجزائري، خلف الله إسماعيل، للحديث عن السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، من الجانب الجزائري تجاه الأزمة الدبلوماسية مع الرباط.
وأضح خلف الله أن الجزائر، تنتظر رد مقنع من الجانب المغربي، يتمثل في العدول عن موقفها المتحامل على الجزائر.
وأضاف أن هذا الموقف يتمثل في التغول والتجيش والاستقواء بنظام الكيان الصهيوني وربما بدول أخرى.
واكد أستاذ القانون الدولي، أن الجزائر الآن في انتظار رد مغربي مترجم لهذا العدول، وذلك من خلال أدلة على أرض الواقع، وليس مجرد تصريحات.
وأشار خلف الله، إنه في حال زادت المغرب من حدتها تجاه الجزائر فأن الأمور قد تسوء وستذهب إلى قطع للعلاقات بشكل كلي.
وتابع، أو ربما إلى أمور أخرى وهذا ما لا نريده”، موضحا أنه يتوجب على الطرف المغربي أن يعود إلى الصواب ويصلح هذه العلاقات الأخوية.
أسباب قطع الجزائر العلاقات مع المغرب
وقال المحلل السياسي الجزائري، أن الجزائر أمهلت وانتظرت دولة المغرب الشقيق، الوقت الكافي للتراجع والعدول عن موقفها المتحامل على الجزائر.
وأوضح خلف الله، في تصريحات خاصة لـ أوان مصر، أن موقف الجزائر بقطعها العلاقات مع الرباط، جاء بعد تقديم سفير المغرب في نيويورك عريضة، يدعي فيها بأن هناك شعب القبائلي وجمهورية للقبائل.
وأشار السياسي الجزائري، إلى أن بلاده كانت تنتظر رد مقنع من الجانب المغربي على هذا الأمر حتى وإن كان ردا شكليا، على حد وصفه.
ونوه إن إصرار دولة المغرب على موقفها، هو ما دفع بالجزائر إلى اتخاذ رد الفعل بقطع العلاقات مع الرباط، واصفا إياه بـ”الطبيعي”.
وأكد خلف الله، إن ذلك أتى كتعبير عن غضبها من الإساءة التي جاءت من دولة جارة وشقيقة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن قطع العلاقات لم يذهب إلى أبعد حدوده.
واستكمل حديثه، بأن الجزائر أبقت على المصالح القنصلية، والتعامل مع الجاليات بصورته الطبيعية للإبقاء على الأخوة والروابط بين الشعبين ثابتة ومتأصلة ومتواصلة.