كتبت-رنا تامر عادل
سورة الكهف – سورة السكينة والعصمة من الدجال – هي سورة مكية، وهي إحدى السور الخمسة التي تبدأ بحمد الله. سُمِّيت بهذا الاسم؛ لاشتمالها على قصة أصحاب الكهف الذين هربوا بدينهم من الظلم، أما عدد آياتها فيبلغ مئة وعشر آية. وتضم السورة خمس قصص قرآنية عظيمة وهى قصة أصحاب الكهف، وقصة موسى والعبد الصالح، وقصة صاحب الجنّتين، وقصة ذو القرنين، وقصة آدم وإبليس.
ولكي نفهم الآيات فهمًا عميقًا يجب أن نعرف أسباب نزول هذه السورة التي تعد دليلًا من الأدلة التي جاءت تصديقًا على نبوة سيدنا محمد. فإن سبب نزول سورة الكهف حسبما ذكره علماء التفسير كابن كثير وغيره هو أن قريش أرسلت النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة ليسألوهم عن رأيهم في دعوة محمد.
فخرجا الرجلان حتى قدما المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره. فقال أحبار اليهود: “سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن، فهو نبي مرسل. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإنهم قد كان لهم شأن عجيب. وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟”
وجاءت قريش إلي رسول الله وسألوه عما أمروهم به أحبار اليهود، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أخبركم غدا عما سألتم عنه” ولم يستثن – أي لم يقل إن شاء الله، فتغيب الوحي عن الرسول خمسة عشر يوما. وحزن الرسول مما يتناقله أهل مكة من كلام، فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها خبر ما سألوه عنه من أمر الفتية، والرجل الطواف ذي القرنين. وأنزل الله عز وجل مع الجواب توجيهًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا).
اقرأ ايضا:
يتغذى عليها الجن.. خبيرة لـ أوان مصر: عادة خطيرة يفعلها المسلمون يوم الجمعة