قام السفير الأمريكي جوناثان كوهين بزيارة مدينة إسنا اليوم الأحد، برفقة كل من الدكتور/ خالد العناني وزير السياحة والآثار، والمستشار/ مصطفى ألهم محافظ الأقصر، الدكتور مصطفى وزيرى الامين العام للمجلس الأعلى للآثار، لافتتاح وكالة الجداوي التي تم تطويرها مؤخراً – والتي كانت مكانا لتخزين البضائع واستراحة للتجار في طريق القوافل القديم منذ 1792. وأكد المسئولون على متانة الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر فيما يتعلق بالحفاظ على التراث الثقافي.
وتستثمر الحكومة الأمريكية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 8.6 مليون دولار لتنشيط السياحة الثقافية في إسنا، بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار، ووزارة التعاون الدولي، ومحافظة الأقصر، والشركاء المحليين بما في ذلك “تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة”.
وصرّح السفير الأمريكي جوناثان كوهين خلال الافتتاح بأن: “الولايات المتحدة ساهمت، على مدى السنوات الـ 25 الماضية، بأكثر من 102 مليون دولار للحفاظ على العشرات من مواقع التراث الثقافي في جميع أنحاء مصر”. وأضاف كوهين: “نحن نتطلع إلى انتعاش صناعة السياحة في إسنا وفي جميع أنحاء البلاد حيث تقف الولايات المتحدة إلى جانب شعب مصر لتقديم الدعم وتحقيق ذلك الهدف المنشود”.
وأضاف ان الولايات المتحدة، تعمل مع الحكومة المصرية والكيانات المحلية في إسنا بهدف تعزيز الإمكانات السياحية للمدينة، وتحقيق التوازن فيما يتعلق بالحفاظ على التراث والترويج السياحي والتطوير المجتمعي. ويؤدي هذا الدعم إلى خلق فرص عمل، وانتعاش السياحة، وزيادة استثمارات القطاعين العام والخاص، وتجديد تراث المواقع ذات الأهمية التاريخية في إسنا بما في ذلك معصرة الزيوت القديمة وسوق القيسارية.
واستثمر الشعب الأمريكي منذ عام 1978أكثر من 30 مليار دولار لدعم التنمية الاقتصادية في مصر.
وقال الدكتور خالد العنانى ، وزير السياحة والآثار ان هذه الوكالة تعد دليلاً على الرخاء الاقتصادي الذي عاشته المدينة خلال القرن الثامن عشر الميلادي. كانت مدينة إسنا في تلك الفترة مقصداً يفد إليه التجار من إفريقيـا، وسوقاً للصمغ العربي وريش النعام والعاج والمنسوجات والزيوت المحلية. كما لعبت المدينة دوراً هامًا في التجارة بين القاهرة من جهة، ومدن الصعيد والتجارة القادمة من إفريقيا من جهة أخرى.
موضحا ان مبنى الوكالة يتكون من طابقين يحيطان بفناء مفتوح. كان الدور الأرضي يستخدم في تخزين وبيع البضائع، بينما استخدم الدور العلوي لاستضافة التجار الزائرين للمدينة. تعد وكالة الجداوي أحد النماذج النادرة على هذه النوعية من المباني بصعيد مصر. كما تتميز بزخارف من الطوب الآجر والعناصر الخشبية المنقوشة، وبالأخص في كتلة المدخل والأعمدة المحيطة بالفناء. لذا فهي شاهد على روعة العمارة بصعيد مصر في تلك الفترة.
ونظرُا لأهميتها التاريخية الواضحة، فقد قامت الدولة بتسجيل “وكالة الجداوي” في عداد الآثار الإسلامية سنة 1951. ومنذ ذلك الحين، بذلت الدولة جهودًا حثيثة للحفاظ على المبنى. ولكنه تعرض بعد ذلك لبعض عوامل التدهور، ومنها انتشار الشروخ بالمبنى، والتدهور الإنشائي للواجهة الرئيسية وكتلة المدخل، وانهيار بعض العناصر ومنها السلم الشمالي الشرقي للمبنى وسقف الممرات المحيطة بالفناء بالدور الأول.