تسببت السفاحة الأمريكية إيلين ورنوس في مقتل عشرات الرجال ، حيث وجدت الشرطة جثث عدة لرجال سيارات مهجورة على الطريق السريع شمال و وسط ولاية فلوريدا، ملقاة على الطريق وفي الغابات ، وغارقة في دمائها ، فكانت تقف القاتلة إلى جانب الطريق ، مرتدية ثياب مكشوفة متزينة بملابسها الأنيقة و شعرها الأشقر و عيونها البنية الساحرة، ومنتظرة الضحية الجديدة ، لكي تقنعه بممارسة الرذيلة معها ، ثم تنقض عليه كالوحش المفترس ، تسلبه أمواله ، وحياته.
عرفت بأسم سفاحة الطريق السريع
ولدت سفاحة الطريق السريع في مدينة ( روشستر ) الواقعة بولاية ( ميتشغان ) الأمريكية ، أمها ” ديانا ورنوس ” كانت بعمر الخامسة عشر عندما تزوجت ” ليو ديل بيتمن ” في عام 1954 ، و في أقل من سنتين و قبل شهرين من ولادة ” إيلين ” تطلّق الزوجان من بعضهما ، هجرت ” ديانا ورنوس ” ابنتها في يناير عام 1960م و كان عمرها 4 سنين و تم نقلها هي و أخوها الأكبر ” كيث ” إلى منزل جديها ” لوري و بريتا ورنوس ” اللذان تبنياهما في 1960 .
رحلة معاناة في بيت الجدين وطفولة شنيعة :
وٌلدت إيلين ورنوس في منزل لا تعرف فيه معني الحنان والعطف فهي كانت تعيش مع لوالدين مراهقين ، حيث كانت والدتها بالخامسة عشرة من عمرها ، عندما أنجبتها ، ولكنها تركت المنزل وهجرت الطفلة الصغيرة ، وهي لا تكاد تبلغ سوى أربعة أعوام فقط ، بالإضافة لأن والدها كانت مصابًا بالشيزوفرنيا ، وتم اتهامه بالعديد من جرائم الاعتداءات الجنسية على الأطفال ، وانتحر الوالد شنقًا داخل زنزانته.
حياتها مع جديها لم تكن جيدة حيث أنهم عاملوها معاملة سيئة ؛ لأنها تذكرهم بابنتهم المشاغبة التي هربت من المنزل ، و اعتقادهم أنها سوف تصبح مثل أمها ، و نتيجة لتلك الظروف قامت إيلين بعلاقات جنسية في المدرسة من أجل الطعام و المخدرات و هي بسن الحادية عشر ، و أيضاً كانت على علاقة جنسية مع أخوها ” كيث ” ..
هذه العلاقات توسعت حيث كان جدها يجبرها على التعري أمامه ، و أن تقوم بخلع ملابسها ، فكان يضربها و يعتدي عليها جنسياً عندما يكون ثملاً ، و ما زاد الطين بلة اغتصابها من قبل أصدقاء جدها فأصبحت حامل بسن الرابعة عشر سنة و ذلك في عام 1970م ، واضطرت أن تلد في منزل ولادة النساء غير المتزوجات و تركت طفلها للتبني هناك ، ثم تم طردها من المدرسة و تفاقمت مشاكلها بعد وفاة جدتها ، و بعد سنة طردها جدها من المنزل فبدأت تعمل ” في البغاء والدعارة ” و تمارس الجنس من أجل المال ، و تورطت في مشاكل كثيرة مع الشرطة .
قضت إلين جزءً كبيرًا من حياتها متنقلة بين الولايات الأمريكية ، ليس ترفيهًا ، وإنما هربًا من مطاردات الشرطة ، التي استوقفتها عدة مرات في جرائم نصب ، وسرقات ، واحتيال ، بعد ذلك ، قابلت إلين ، صديقة تٌدعى تايرا مور ، كانت فتاة مثلية ، وظلت معها إلين لمدة أربعة سنوات ، قامتا خلالها بعمليات نصب ، واحتيال عدة .
ثم قابلت إلين أحد التجار ، وهو رجل عجوز يبلغ من العمر سبعون عامًا ، تزوجته ثم هجرته لسوء معاملته لها ، وعادت إلى تايرا مور مرة أخرى ، وفي أحد الأيام بدأت الشرطة التحقيقات في عدة جرائم غامضة ، حيث كان يتم الإبلاغ عن جثة رجل ما ، عارية وملقاة في الغابة ، وكان سبب القتل دائمًا هو إطلاق عدة أعيرة نارية ، على القتيل .
وفاة أخوها :
في عام 1976 مات أخوها كيث بسبب سرطان الحنجرة و حصلت إيلين على مبلغ 10 آلاف دولار كبوليصة تأمين على حياته ، و تطلقت من زوجها العجوز في نفس العام ، اشترت سيارة و انتقلت للعيش في ولاية فلوريدا مرة أخرى بمدينة ( دايتون بيش ) عام 1986م حيث تعرفت على فتاه مثلية تدعى ” تايرا مور ” ، عاشت معها لمده أربعة سنوات و كانت أسعد سنوات حياتها رغم أنها افتعلت كثيراً من المشاكل مع الشرطة و اعتقلت عدة مرات بتهمة السطو المسلح على المتاجر و تزوير شيك لأحد البنوك .
أعقب ذلك ، ظهور جثث الرجال الملقاة على الطريق السريع ، بشكلٍ مكثف ، ولاحظ المحققون ، بأن الجثث كلها لرجال ، فوق الأربعون عامًا ، كان أحدهم تاجرًا ، والآخر بائع سجق ، وثالث رجل شرطة ، وغيرهم ، ثم تظهر سيارات الضحايا الخاصة عقب العثور على الجثة ، خلال يومين داخل المدينة نفسها .
تتبع رجل الشرطة الخيوط التي عثروا عليها ، وأدلى أحد شهود العيان بمواصفات إلين ، وصديقتها مور ، فاقتفت الشرطة آثارهما ، وتم إلقاء القبض على مور.
بمواجهتها اعترفت مور بكافة الجرائم التي ارتكبتها إلين ، وكيف ساعدتها هي ، ثم أدلت باعتراف دقيق حول أماكن إخفاء المسدس الذي أطلقت منه إلين الرصاص على ضحاياها ، وتعقبت الشرطة المعلومات التي حصلوا عليها ، وتم إلقاء القبض على إلين بإحدى الحانات ، بتهمة النصب والاحتيال ، وعند وصولهم لمركز الشرطة ، وجهوا له تهمة القتل .
توالت جلسات محاكمة إلين ، وكانت المحاكمات الأشهر في التاريخ الأمريكي ، حيث أجرت الكثير من الحوارات بالصحف والبرامج التليفزيونية ، منهم برنامج أوبرا وينفري ، ودافعت إلين عن نفسها قائلة أن ضحايا قد حاولوا الاعتداء عليها ، وأنها لم تقض يومًا واحدًا جيدًا مثل أي إنسان .
أول إعتقال علي يد الشرطة :
في عام 1974 اعتقلت سفاحة الطريق السريع في مدينة ( جيفرسون ) في ولاية ( كولورادو ) بتهمة القيادة تحت تأثير المخدرات و إطلاق النار من السيارة ، و في عام 1976م انتقلت للعيش في ولاية ( فلوريدا ) حيث قابلت ” لويس جراتز فيل ” و هو رجلٌ عجوز في أواسط السبعينيات يملك نادي لليخوت ، لكنها لم تبقى معه سوى شهر واحد بسبب شجارها معه ، ضربته بعصا على رأسه و هربت إلى بلدتها في ولاية (ميتشغان ) حيث اعتقلت بسبب إزعاج السكينة العامة .
بررت إيلين للشرطة أنها قد تعرضت لسوء معاملة كبير من والدها، وكانت حياتها قاسية جداً خلال طفولتها، الأمر الذي جعلها تكره الرجال بشكل لا يمكن وصفه. وبسبب سوء ظروفها المعيشية اضطرت إلى العمل كبائعة للهوى، وخلال هذه الفترة قتلت ضحاياها كنوع من الانتقام.
الضحايا هم كالتالي :
1- ” ريتشارد مالوري ” 51 عاماً :
مالك متجر لبيع الأدوات الكهربائية و الإلكترونية ، في 1989/12/1م وجدت سيارته مركونة على جانب الطريق ، و في 13 ديسمبر وجدت جثته بالغابة القريبة من الطريق مصاب بعدة طلقات منها طلقتان في الرئة اليسرى تسببت بمقتله .
2 – ” ديفيد سبيرز ” 43 عاماً :
متعاقد يزرع الحدائق ، وجدت جثته بتاريخ 1990/5/1م ، كان عارٍ تماماً ما عدى قبعة بيسبول كان يضعها على رأسه ، و كانت الجثة مصابة بست طلقات بالصدر و البطن من مسدس عيار 22 ملم .
3 – ” تشارلز كارسدون ” 40 عاماً :
عمل في مسابقة رعاه الأبقار ، وجدت جثته في 1990/5/6م ، مصاب بتسع طلقات في الجزاء الأسفل من الصدر و الأعلى من البطن .
4 – ” تروي بوريس ” 50 عاماً :
يعمل بائع سجق ، تم الإبلاغ عن فقدانه بتاريخ 1990/7/31م ، و تم العثور على جثته في 1990/8/4م وكانت متحللة بشكل كبير و مصابة بطلقتي رصاص .
5 – ” تشارلز ديك هامفريس ” 56 عاماً :
عقيد متقاعد في سلاح الجو الأمريكي ، عثروا على جثته في 1990/9/12م ، و كان مرتدياً ثيابه كاملة و مصاب بست طلقات بالرأس و الجسد .
6 – ” والتر جينو أنتونيو ” 62 عاماً :
وجدوا جثته في 1990/11/19م ، و كانت جثته شبة عارية بالغابة و مصاب بأربع طلقات في الرأس .
مطاردة و اعتقال سفاحة الطريق السريع :
بيتر سيمز – 65 عاماً – سافر في شهر مايو 1990م من فلوريدا إلى نيوجيرسي ، لم يتم العثور عليه و لكن الشرطة وجدت سيارته بتاريخ 1990/7/4م ، شهود عيان أبلغوا الشرطة أنهم شاهدوا ” إيلين ورنوس ” و ” تايرا مور ” و هما ينزلنا من سيارة الضحية ، كما وجدت الشرطة بصمات يد ” إيلين ” على مقبض باب السيارة الأمامي ، كما وجدوا بعض الأغراض للضحايا في متاجر بيع و شراء المواد المستعملة و عليها بصمات ” إيلين ورنوس ” .
سفاحة الطريق السريع كانت تستعمل بطاقات هوية مزورة :
كانت تستخدم في بطاقات هويتها المزورة اسم عمتها ” لوري جودي ” و ” سوزان بلافك ” و ” كامي مارش ” ، تنقلت بهذه الأسماء بين ثلاث ولايات و هي ( كلورادو ) و (ميتشغان ) و ( فلوريدا ) ، و تسببت في إرباك و تأخير تحقيقات الشرطة ، لكنهم توصلوا أن كل هذه الأسماء وهمية و تقود لنفس المتهمة و هي ” إيلين ورنوس” سفاحة الطريق السريع .