قد تبدو لك حفرة (kola)، من أكثر الحفر غرابة على الإطلاق، فهي تعتبر أعمق حفرة حفرها الإنسان في التاريخ البشري، حيث تتداخل حفرة كولا فيها البحيرات مع الغابات والضباب والجليد، كأنها مدينة خيالية ، فهي تقع في شبه جزيرة «كولا» السوفياتية، فيصل عمقها لـ12.2 كم في باطن الأرض، إستغرق حفرها 20 عاما.
أعمق حفرة من صنع الإنسان بسبب الحرب الباردة
حيث استغرق حفر هذا البئر 20 عاما، ويصل عمقه إلى مايقارب لـ 12.2 كيلومترا في باطن الأرض. ورغم ذلك، فإن هذا العمق لا يمثل سوى ثلث سمك القشرة الأرضية فوق ما يعرف بالوشاح الأرضي. إذ توقف السوفييت عن الحفر عند هذا الحد بسبب تداعيات انهيار الاتحاد السوفيتي.
ثم بدأ بعد ذلك السوفييت عمليات الحفر في في 24 مايو عام 1970م، مستهدفاً 15,000 متر تحت الأرض، وبسبب هذا التباطؤ في الحفر حدث انهيار ساحق للتربة حول الحفرة مما تسبب في سقوط كمية كبيرة من التربة أفقدت الحفرة 5000 متر من عمقها مما تسبب في استكمال الحفر بعد ذلك من عمق 7000 متر تقريباً.ثم أعقبهم الألمان بعد ذلك في عام 1990م بحفرة وصل عمقها لـ9.5 كم في ولاية بافاريا. و كلا الحفرتين تم إيقافهما بسبب الحرارة المفرطة التي بلغت 180مْ في باطن الأرض (ضعف توقعات المهندسين)، الأمر الذي أعاق آلات الحفر بشدة وأصابها بأعطال تقنية، و كذا المشاكل التقنية و الهندسية، و امور سياسيه و أصبحت الحفرة السوفييتية وجهة للسياح، و الحفرة الألمانية متحفا فنيا.
وكان هذا الحفر أراد العلماء به هدف واحد فقط، وهو خرق الأرض لمعرفة تكوينها الباطني، إلا أن بلغ ربع القشرة الأرضية التي يقدر سمكها بحوالي 42 كم.
تم غلق المشروع رسمياً في عام 2005 وبيعت كل معدات الابحاث كخردة بعد غلق المشروع، وفي عام 2008 تم ردم الحفرة. ورغم ذلك وصل المشروع إلى نتائج هامة للغاية وأتاحت هذه التجربة الكشف عن أسرار كثيرة. فعندما بلغ عمقها 9450 متراً تم اكتشاف مكامن غنية بالذهب والألماس. كما استطاع العلماء تقدير عمر كوكب الأرض بـ 1.5 مليار سنة، كما تم اكتشاف كميات ضخمة من غاز الميثان في أعماق الأرض حيث كان يُفترض ألا يوجد هناك أي شيء حيوي، وهو ما اقتضى إعادة النظر في نظرية المنشأ البيلوجي للنفط والغاز اضافه الى المياه المعدنيه الساخنه التي فندت نظرية عدم وجودها بين الصخور.
كما استطاع العلماء تقدير عمر كوكب الأرض بـ 1.5 مليار سنة، كما تم أيضا اكتشاف كميات هائلة ضخمة من غاز الميثان في أعماق الأرض حيث كان يُفترض ألا يوجد هناك أي شيء حيوي، وهو ما اقتضى إعادة النظر في نظرية المنشأ البيولوجي للنفط والغاز.كما تم اكتشاف المياه المعدنية الساخنة في الحفرة الأمر الذي فند النظرية القائلة انه لاتوجد مياه في المناطق الصخرية،وانه لا يمكن الحصول على المياه من الصخور.