كتبت-رنا تامر عادل
قامت القوات البحرية المصرية بإغراق المدمرة الإسرائيلية “إيلات” في البحر الأبيض المتوسط أمام مدينة بورسعيد في 21 أكتوبر 1967 بعد أربع أشهر فقط من نكسة 67. وتعد هذه من أهم عمليات إستعادة ثقة القوات المسلحة المصرية في نفسها بعد النكسة.
ويجب توضيح أن هذه العملية البطولية لا علاقة لها بالعملية التي نفذتها القوات البحرية في ميناء إيلات وتدمير الناقلتين بيت شيفع وبيت يم، والتي تم تناولها في الفيلم الشهير (الطريق إلى إيلات ).
شهدت الفترة التي تلت حرب يونيو 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى إحداث أكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر. ولكن كانت إسرائيل قد قررت في عام 1956 شراء المدمرتين زيلوس ويافو من إنجلترا، وذلك بغرض تعزيز قدراتها البحرية وتحقيق التفوق البحري في أي معركة مرتقبة، وأطلقت إسرائيل لاحقا على المدمرة زيلوس اسم المدمرة إيلات .
كانت المدمرة إتش إم إس زيلوس، والتي أشتهرت بإيلات، تابعة للبحرية الملكية البريطانية بنتها شركة Cammell Laird في عام 1944. وشاركت خلال الحرب العالمية الثانية. وظلت في خدمة البحرية الملكية عشر سنوات أخرى بعد انتهاء الحرب، قبل أن تُباع إلى البحرية الإسرائيلية. وشاركت في بعض العمليات خلال العدوان الثلاثي عام 1956 مثل مُهاجمةً السفن المصرية وكانت لا تزال نشطة عند اندلاع حرب 1967.
وفي يوم 18 أكتوبر عام 1967 اخترقت المدمرة إيلات المياه الإقليمية المصر ية بميل بحري واحد، وذلك لاستفزاز القوات ال مصر ية على الجبهة الأخرى وصدرت التعليمات من القيادة ال مصر ية بعدم الاشتباك معها وضبط النفس. ثم صدرت الأوامر من القيادة ال مصرية بمهاجمة المدمرة وإغراقها تماما وبناء عليه تشكل زورقان بحريان الأول بقيادة النقيب أحمد شاكر ومساعده الملازم أول حسن حسنى، وكانا على الزورق 504، أما الزورق الثاني 501 كان يقوده النقيب لطفى جاب الله بمساعدة الملازم أول ممدوح منيع.
وغرقت إيلات وطاقمها البالغ مائة فرد في يوم 21 أكتوبر1967 بعد ضربها بثلاثة صواريخ من طراز ستيكس سوفيتية الصنع أطلقتها زوارق الصواريخ المصرية. و لم يُظهر رادار إيلات أي أنشطة أو تحركات مريبة لأن المصريين أطلقوا الصواريخ من داخل الميناء. ونجح اللانشان في العودة إلى الشواطئ ال مصر ية دون خسائر. وبذلك كانت إيلات أول سفينة تغرق بواسطة زوارق صواريخ خلال الحرب.
أدى غرق إيلات بعد أشهر قليلة من هزيمة إلى ابتهاج في العالم العربي وإسترداد الثقة والأمل. أما في إسرائيل، فقد تمت مهاجمة رئيس الأركان آنذاك إسحاق رابين، مما جعل إسرائيل ترد سريعًا بقصف ميناء السويس بقذائف الهاون الثقيلة. وعلى الرغم من عدم الترويج لهذه العملية على نطاق واسع في ذلك الوقت داخل إسرائيل، إلا انها أثرت بشكل في البحرية الإسرائيلية.
اقرأ ايضا:
زي النهارده.. ذكرى تنفيذ أول عملية إغتيال للمقاومة الفلسطينية