استقبل وزير الخارجية سامح شكري، نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، بقصر التحرير بالعاصمة القاهرة، لبحث عدد من القضايا الإقليمية المشتركة بين البلدين، كانت على رأسها الأوضاع في ليبيا، وضرورة خروج المرتزقة، إضافة إلى الوضع التونسي بعد انتفاضة قيس سعيد، والأزمات التي تمر بها لبنان منذ قرابة العام، فضلا عن قضية السد الإثيوبي.
وكشف مصدر دبلوماسي، في تصريحات خاصة لـ أوان مصر، أن بنود المبادرة الجزائرية لتسوية أزمة، السد الإثيوبي.
وقد أكد المصدر أن القيادة السياسية المصرية متمسكة بموقفها تجاه قضية السد الإثيوبي، بما يضمن لها الحفاظ على حقوقها المائية.
رسالة إلى السيسي
وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إنه يحمل رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته الحالية إلى القاهرة، تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والجزائر.
وأضاف لعمامرة أن الرسالة هي رسالة إخاء، وتؤكد الحرص على العمل سويا مع مصر، وتسجيل خطوات منيرة فى العلاقات بين مصر والجزائر.
وأشاد وزير الخارجية الجزائري بعلاقات التعاون التي تربط بين البلدين في شتى المجالات.
عودة الاستقرار إلى ليبيا .. أولوية مصرية جزائرية
وتعد القضية الليبية على رأس أولويات القاهرة والجزائر، فقد أوضح ،وزير الخارجية سامح شكري، إن مصر والجزائر لديهما اهتمام بالغ بالأوضاع في ليبيا باعتبارهما دولا مباشرة للجوار الليبي.
وشدد شكري على ضرورة استعادة الاستقرار الليبي، قائلا “هناك روابط تاريخية وإخاء تربط الدول العربية الثلاث، ولدى مصر والجزائر قلق بالغ للضغوط الواقعة على الليبيين، ونعمل على استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا لصالح الشعب الليبي”.
وأضاف شكري مع نظيره الجزائري، “متفائلون بأن يؤدي منتدي الحوار الليبي لخروج ليبيا من أزمتها، وأن تعزز الانتخابات في ليبيا من الاستقرار والأمن والسيادة على الأراضي الليبية، وخروج القوات الأجنبية والتعامل مع قضية المليشيات”.
وأعرب عن التطلع لمزيد من التعاون مع الجزائر لاستعادة الاستقرار في ليبيا، والعمل من خلال دول مباشرة للجوار؛ لتدعيم الدولة الوطنية الليبية وعملها لمصلحة شعبها، ونحن بصدد تفعيل الآليات الداعمة للأشقاء في ليبيا.
من ناحيته، أوضح وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة أن الساحة الليبية تشهد تقدما مقارنة بالمحن التي مرت بالشعب الليبي؛ وقد يكون الشعب الليبي وصل لمرحلة انتفاضة العقول والوعي بأن مستقبل ليبيا ملك للشعب الليبي، كما أن لدول الجوار عليها مسئولية خاصة كاملة تجاه ليبيا.
وأعرب عن تمنياته أن تكون الانتخابات الليبية المقررة في ديسمبر المقبل، سبيلا لعودة الاستقرار والأمن في البلاد، لافتا إلى أن هذا المظهر الإيجابي يتطلب الصبر واليقظة من أجل توفير شروط النجاح والخروج من الفترة المأساوية.
وأكد بلعامرة على وجود تنسيق بين مصر والجزائر بشأن الأوضاع في ليبيا إضافة لمخاطبة شركاء آخرين لديهم اهتمام بالشأن الليبي.
الثقة في القيادة السياسية التونسية
وبخصوص التطورات الأخيرة في تونس، عقب إعلان ، الرئيس قيس سعيد، تجميد البرلمان ورفع الحصانة عن الأعضاء، مما يمهد بكشف الفساد ومحاكمة الفاسدين.
قال ،وزير خارجية الجزائر، إن مايحدث في تونس الشقيقة هو شأن داخلي، ونحترم سيادة تونس ونتضامن مع الشعب التونسي الشقيق.
ولفت لعمامرة، إلى أن بلاده تقيم اتصالات مع قياداتها، ولديها قناعة أن الشعب التونسي سوف يتجاوز هذه الفترة من حياته المؤسساتية، ويتم اتخاذ إجراءات لوضع مسيرة تونس السياسية والمؤسساتية على الطريق الصحيح؛ ليتسنى لتونس الشقيق من مواصلة عطائه.
بدوره، أكد شكري أن مصر تتابع – باهتمام بالغ – ما تقوم به السلطات التونسية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وسيادة تونس الشقيق، وتثق تماما فى حكمة القيادة السياسية على إدارة المشهد بما يحقق تطلعات الشعب الشقيق.
وأوضح أن ما يحدث في تونس هو شأن داخلي بإرادة الشعب التونسي الشقيق، الذي لديه الحيز والصلاحية، مؤكدا ضرورة احترام الخصوصية وعدم التدخل، وأن تؤدى كل الإجراءات التي اتخذتها القيادة السياسية في تونس إلى الاستقرار.
لبنان .. الخلاص في حكومة تدعم الشعب
وفيما يخص الأوضاع في لبنان، ذلك البلد الذي يعاني الأمرين، فقد انشغلت قياداته السياسية في الصراعات، بينما أصبح أكثر من نصف العب اللبناني تحت خط الفقر.
أكد شكري، أن المشهد في لبنان أمر داخلي، مضيفا أن مصر تحاول – بحكم علاقتها – أن تسهم في الخروج من الأزمة الراهنة في لبنان.
واعرب عن تطلع مصر أن تتمكن القيادة اللبنانية في تلبية تطلعات واحتياجات الشعب اللبناني، من خلال تشكيل حكومة تستطيع التفاعل مع المؤسسات الدولية، إضافة إلى توفير الخدمات الضرورية للشعب اللبناني.
وشدد شكري سعي مصر الدائم في توفير الدعم الكامل، لأشقاء في لبنان، لتحقيق الاستقرار والأمن للشعب، الذي يستحق مستقبل مشرق.
من ناحيته، أشار وزير خارجية الجزائر إلى أن بلاده كانت جزءا من الترتيبات التي قامت بها الجامعة العربية مع الأشقاء في لبنان، والتي كللت بتوقيع اتفاقية الطائف، مضيفا أن هناك الكثير من التفاعلات بين عناصر الشعب اللبناني في تشكيل حكومة؛ تقود البلاد لمستقبل أفضل.
السد الإثيوبي .. والمبادرة الجزائرية
وبالتأكيد، يأتي ملف السد الإثيوبي، على رأس الملفات، ناقشها شكري، مع نظيره الجزائري، بلعامرة، إذ تعاود القضية الحضور مرة أخرى على طاولة المفاوضات، هذه المرة بمبادرة جزائرية يقودها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ويبلورها وزير خارجيته.
يأتي ذلك في لقاءات رسمية بدأها، وزير الخارجية الجزائري، رطمان لعمامرة، في أديس أبابا ومر على السودان لتصل محطته إلى جمهورية مصر العربية، لطرح مبادرته على القيادة السياسية للوصول إلى اتفاق موقع بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن تفادي إحداث أي ضرر لدول المصب.
وقد أكد مصدر دبلوماسي في تصريحات خاصة لـ أوان مصر، أن القيادة السياسية المصرية متمسكة بموقفها تجاه قضية السد الإثيوبي، بما يضمن لها الحفاظ على حقوقها المائية، بالوصول إلى اتفاق ملزم وعادل لقواعد ملء وتشغيل السد.
وأكد المصدر، أن القاهرة ترحب بأي مبادرات جدية لحل الأزمة، في إطار يضمن لها الحفاظ على حقوقها المائية.
وأوضح المصدر، أن المبادرة الجزائرية تتضمن عودة المفاوضات بين الثلاث دول أطراف الصراع، وفق إطار زمني محدد، تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، وبمشاركة أطراف دولية.
وتابع المصدر، أن المبادرة الجزائرية تأتي في إطار المشروع التونسي المقدم لمجلس الأمن الدولي.