يعيش العالم هذه الأيام وسط توترات كبيرة حول المناوشات التي تحدث بين روسيا وأوكرانيا، خوفًا من أن تتخذ روسيا الخطوة الاخيرة وتشن الحرب على «كييف»، تكون حينها كارثة إنسانية كُبرى لا يستطيع أحد تفاديها من الجوانب العسكرية والاقتصادية، بالإضافة إذا تدخل حلف الناتو فحينها تشتعل الحرب العالمية الثالثة، وتعتزم روسيا على غزو أوكرانيا حسبما ذكرت تقارير أمريكية في غضون فترة قصيرة، وعلى الجانب الآخر هناك تصريحات نارية من الغرب ضد التهديدات الروسية، لكن لا توجد أي تحركات عسكرية، واذا قامت روسيا بالغزو والسيطرة على أوكرانيا سيتغير الأمر.
سيناريوهات ما بعد الحرب
رغم التحذيرات النارية التي تشعلها دول الغرب ضد روسيا، لكن لا توجد تحركات عسكرية ملموسة على أرض الواقع، ولكن سيكون الأمر مختلفًا إذا قامت موسكو بالغزو العسكري على أوكرانيا حينها من المنتظر أن يكون رد الفعل من دول الغرب سريعًا وقاسيًا على موسكو، ونشهد يوميًا عقوبات كثيرة تلاحق الحكومة الروسية، ولكن بعد الحرب التي ستعلنها روسيا تكون هذه العقوبات على هوامش الطاولة.
وجرت مناقشات سرية مع جو بايدن الرئيس الأمريكي وأولاف شولتس المستشار الألماني، وإيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي ولكن لم يتم الإعلان عن تفاصيل كاملة حتى الآن عن الاجتماع، ولكن بعد أن خرج الرئيس الفرنسي مساء أمس الأرعاء يؤكد دعمه الكامل لـ أوكرانيا، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي الذي يُجدد دعمه يوميًا، ووزير الدفاع الأمريكي الذي وصف العدوان الروسي على أوكرانيا بأنه عدوانًا على الولايات المتحدة، يتضح السيناريو الذي اتفقوا عليه القادة اثناء الاجتماع السري، وهو مناقشة الأمور المشتركة لردع أي عدوان على «كييف».
وطرحت بعض الخيارات على طاولة المناقشات مؤخرًا منها، وقف خط أنابيب الغاز الطبيعي «نورد ستريم 2»، لكن المستشار الألماني رأى بأن الوقف لا يكون حلًا لأن المشروع تابع للقطاع الخاص، وبعد ذلك قال بأن كل شيئًا محال حال التدخلات العسكرية ضد أوكرانيا،
ويرى بعض السياسيين أنه في حال الغزو قد تُفرض عقوبات أشد قسوة على موسكو منها يمنكن حظر تصدير سلع أساسية لموسكو بالإضافة إلى وقف تصدير التقنيات مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وغيره، لكن على النظير الأخر لن يستطيع الغرب من منع تصنيع الطائرات والأسلحة الروسية الحديثة، ولكنه من المحتمل أن تكون موسكو خارج جمعية الاتصالات المالية بين البنوك أشبه بـ «قنبلة اقتصادية»، حيثُ تعتبر هذه الخطوة قاتلة للنظام المالي الروسي.
القوات الروسية على الحدود الأوكرانية
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بشأن الأمة الأوكرانية، وذلك بسبب التطورات العسكرية على الأرض، ويُعد ذلك الإجتماع الثاني على التوالي في غضون ثلاثة أيام.
وأفادت وكالة أنياء«فرانس برس»، أن اجتماع مجلس الأمن الذي تقدمت أوكرانيا بعقده في طلب مساء أمس الأربعاء لقي تأييدًا من الأعضاء الغربيين، ومن المقرر عقده الساعة التاسعة ونصف مساءًا بتوقيت (غرينتش اليوم الخميس).
وذلك بعد أن انتشرت قوات تابعة للجيش الروسي على الحدود الأوكرانية بقرابة 15 كيلو مترًا، وذلك الذي أظهرت صور جديدة للأقمار الصناعية.
والتقطت الصور مساء أمس الأربعاء عددًا كبيرًا من القوات الروسية يحتشد على الحدود الأوكرانيا، وحسبما ذكرت شركة ماكسار تكنولوجيز الأمريكية، إن جميع القوات المنتشرة لا تبعد عن الحدود الأوكرانية سوى 15 كيلو متر من الحدود الأوكرانية.